لايأتي العطاء إلا من حب، فالحب هو المحرك الأساسي للعطاء، فمن يعطي حب هو محب ومن يعطي مشاعر هو محب ومن يعطي من ماله هو محب ومن يعطي من وقته هو محب، قد يكون حباً لشخص أو حباً لفعل أو حبا لشعور يحصل عليه من عطائه.
ونحن النساء منبع الحب لذلك نعطي ونعطي بسخاء في كثير من الأحيان، مما يجعل هذا العطاء يعود علينا ببعض الألم الذي قد يصل للندم.

لقد خلقت المراءة وهي تحمل في داخلها الحب ففطرتها مبنية على حب ولا يترجم ذلك الحب سوى العطاء.
فهي طوال الوقت تعطي من مشاعرها و أحاسيسها، من تفكيرها ووقتها فهي معظم الوقت وبلا وعي منها تفكر بإعطاء الطرف الأخر، فتجدها معطاءة بدورها كأم ومعطاءة بدورها كزوجة وبدورها كاإبنة، وحتى عندما يتقدم بها العمر تزداد عطاءً، فلا يدلل الأحفاد مثل الجدات.
ولكون المراءة تعطي بلا وعي منها بل إن العطاء في فطرتها الأنثوية، وجب عليها أن تعي أن العطاء له حدود كباقي الأمور في الحياة ومازاد عن الحد إنقلب للضد.
ولكن متى يكون العطاء فوق الحد؟
بإختصار شديد وبكل بساطة عندما تنتظر المقابل.
هل يعني هذا أنه لايجب عليها أن تطلب مقابل ؟!
فكري بالسؤال قليلاً.. تطلب مقابل..
هناك فرق كبير بين الحقوق والواجبات والعطاء.
فالحقوق هي مايتم منحك إياه ويجب عليك المطالبة فيه حال حرمانك منه.
كحقك في إختيار شريك حياتك، تخصصك الدراسي،أين تصرفين مالك؟…الخ
الواجبات هي الأمور التي يجب عليكِ فعلها وهي من ضمن مسؤولياتك.
كواجباتك تجاه أطفالك من تغذية ورعاية، واجبك تجاه زوجك…الخ
العطاء هو ماكان خلاف الواجب والمقابل هو خلاف الحق.
كان تعطي من مالك دون أن يطلب منك، أن توافقي على التنازل عن حق رغبة رضاء أحدهم بإنتظار المقابل.
وطبعاً مايسبب الخذلان هو المبالغة في إنتظار المقابل فتظهر جملة(لقد ضحيت بكذا ولم أنال سوى الألم….وغيرها)

كيف تكوني متوازنة في عطاءك؟
معرفة الحقوق والواجبات:
يختلف مفهوم الحقوق والواجبات من مجتمع لآخر ومن شخص لآخر لذلك عليكِ تحديد ماهي الحقوق والواجبات التي تخصك.
معرفة قيمك الخاصة:
لكل منا قيمه الخاصة به والتي إن أختلت هذه القيمة سيختل توازنه معها، لذلك إعرفي قيمك الخاصة حتى تعرفي حدود عطاءك.
فهناك من قيمتها العليا الصحة فعندما تعطي عطاءاً يضر بصحتها فحتماً ستشعر بأن عطاءها لاقيمة له، وهناك من يكون المال من قيمها العليا فضياع هذا المال سيشعرها بسوء عطاءها.
فمن قيمتها الصحة عليها أن تعطي بطريقة تراعي صحتها كأن لاتعطي من ساعات نومها، أو تعطي جهد يضر بصحتها وكذلك المال لاتعطي عطاء يجعل الجميع يطمع بك…وهكذا تقاس باقي العطاءات.
لاتنتظري المقابل:
إذا قررتي أن تعطي وبكل قناعة وبكل حب، فا أعطي دون إشتراط وتذكري أن الله عادل في أرضه وماتعطينه سيعود لا محالة ولكن ليست العودة التي ترسمينها في مخيلتك البشرية القاصرة عن فهم حدود عطاء الله وكرمه، فرسمك لطريق عودة عطاءك يعني عطاء يشترط المقابل.
أحترمي حدودك:
بعد معرفتك لقيمك وحقوقك وواجباتك فإن حدودك أصبحت واضحة، ومايسبب لكِ الإزعاج أصبح معروفاً لديكِ، لذلك أحترمي تلك الحدود وكوني قادرة على رفض أي طلب يستنزفك أو يسبب لكِ الإزعاج، لستِ مجبرة على العطاء مقابل مايزعجك.
سيظهر في حياتك المبتزين عاطفياً والمبتزين مالياً وهنا ستظهر قوتك في إحترام حدودك.
تحملي مسؤولية عطاءك:
عندما تقررين تجاوز حدودك وبذل العطاء فعليكِ تحمل مسؤولية هذا القرار، وأن لاتسمحي للندم والتآنيب بإ فتراس عقلك فيما بعد.
سامحي نفسك :
بالتأكيد قد مرت عليكِ لحظات مؤلمة بعد إسرافك بعطاء معين فكما أسلفت قد نعطي بلا وعي منا في كثير من الأحيان، ولكن كلنا معرضون للخطاء لذلك من حق نفسك أن تسامحيها ولتبدأي من جديد.
بكل الحب كانت هذه التدوينة.
رأي واحد حول “كيف تكوني متوازنة في عطاءك؟”