تجاربي

أربع نصائح أساسية تساعدك في تربية أطفالك

إن شعور الأمومة موجود في فطرة كل فتاة ينمو معها من الصغر ويزداد حجم وسعة هذا الشعور عند إنجاب الأطفال، فتجدين كثير من تصرفاتك وعاداتك تمت إعادة تهيئتها بطريقة سلسة توافقاً مع أحتياجات هذا الطفل، فقد تكونين من عشاق السهر أو كثرة النوم وما أن يصل هذا المولود ويصبح بين يديك تجدينك تستيقظين بدون وجود منبه وتشعرين بجوعه وتتألمين عند مرضه وتتغير جميع مهامك بعد أن أصبحتِ أماً، وتصبح قراراتك أكثر جدية وحذرا، وحياتك أكثر ترتيباً وتنظيماً.

يا إلهي كم هي قوية أمي؟ كيف تحملت كل هذه المتاعب في سبيل تربيتي؟ لعل هذه الأسئلة ستتكرر كثيراً في مخيلتك.

الأمومة نعمة عظيمة ووجود طفل ينمو أمام عينيك شعور جميل، فهذا الصغير يراكِ أقوى مخلوق يعرفه فا أنتِ بطله المقدس الذي يهرول إليه عند أول مشكلة تقابله وأنتِ حضنه الدافيء عند تعبه.

أنا أم لأربع أطفال وفقدت طفلاً في فترة الحمل وأتكلم إليكِ من واقع تجربة ولن أقول خبرة فعالم تربية الأطفال واسع، وشخصيات الأطفال مختلفة، لكن ما سأقوله في هذه التدوينة هي نصائح أساسية في تربية كل الأطفال وتطوير ذاتك كا أم.

النصيحة الأولى : طفلك لا يشبهك

أنتِ سبب في وجود هذا الكائن الجميل وهذا لا يعني أن يكون هذا الطفل أنتِ، تظن بعض الأمهات أن وجود طفلها يعني أن يتربى مثل ماتمت تربيتها وتتجاهل تغير الزمن وتغيرات الظروف والبيئة المحيطة وتتجاهل أيضاً أن أب هذا الطفل لايشبه أباها، فتبدأ بكل صرامة تفرض قيود تربيتها التي تربتها في بيت أهلها وأكثر مايشعرني بالإنزعاج عندما تكون الأم على قدر من العلم وقد تكون صاحبة شهادات علياء ولكن عند التربية تنسف كل هذا وتبدأ بتطبيق منهج قديم مندثر.

لذلك عزيزتي الأم من واجبك الإجتهاد في تربية طفلك والبحث والقراءة وأن تؤمني بأن هذا الطفل مختلف بشخصيته وظروف حياته وماكان يناسب جيلك من توجيهات هي حتماً ليست مناسبة لجيل أبنك وهنا تظهر المرونة في التربية ويظهر وعيك كا أم.

طفلك لا يشبهك يعني أن تغيري معتقداتك و أفكارك التي لا تتناسب مع تربية أبنك.

طفلك لايشبهك تعني أن تتقبلي أختلافه عنك وأن تسعي لدعمه وتقويته و إن لم يكن يعجبك توجهه فكونك أمه لايعني أن تتحكمي في مصيره أو دفعه بإتجاه ما تحبين.

من تجربة ستمر عليكِ بعض المواقف التي تزعجك كا أم و إنزعاجك قد يكون من باب خوف عليهم أو رغبة بالأفضل لهم ولكن تعودك على تقبل الإختلاف بينك وبينهم سيجعلك داعمة ومساعدة ولستِ العكس، فهذه حياتهم التي نرغب أن يعيشوها كما يريدون.

النصيحة الثانية: الرفق يعدل السلوك

من تجربتي كا أم و أطفالي في أعمار ومراحل متفاوتة لم أجد مثل اللين والرفق مساعداً في تغيير السلوك السيء، ولنا في رسول الله أسوة حسنة فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام <<ماكان الرفق في شيء إلا زانه>> فالصرامة والحزم لاتعدل السلوك بقدر مايعدله الرفق.

لعل من أكثر المشاكل التي تمر فيها الأم هي العصبية وفقد الأتزان، ونعرف أن أسبابها كثير ولكن دورك كا أم أن تتعلمي الفصل بين شعورك وبين تربيتك، وفي اللحظات التي تخطئين فيها على أبنائك عليكِ بالمسارعة بالأعتذار منهم وإحتضانهم وصدقيني إكتساب صفة الهدوء يحتاج التدريب والمحاولة ومع الوقت ستجدين أنك أصبحتي أكثر وعياً لتصرفاتك.

ماذا أقصد بتعديل السلوك؟ في مرحلة نمو الطفل يمر في مواقف عفوية من منطلق جهله وعدم إلمامه بعواقب الأمور، ويقينك بأن هذا الطفل لايعرف يجعلك تسعين لتعليمه بكل رفق بعيداً عن الصراخ والاهانات والضرب.

تعديل السلوك يكون بعد حدوث الخطاء وليس قبله فالسلوك هو ردة الفعل الطبيعية للأمور والمواقف والسلوك الخاطيء يحتاج تعديل والسلوك الصحيح يحتاج تشجيع ودعم.

إذا كنت تقرئين هذا المقال ولم تنجبي بعد أو مازال طفلك صغيراً فا أنصحك بكل حب أن تبدأي بتعلم الهدوء والتروي والبحث في تربية الأطفال أكثر فتربية الأطفال مسئولية عظيمة يمكنك الإستمتاع بها عندما تكوني أكثر وعيا وحكمة.

النصيحة الثالثة: أنتِ مصدر الطاقة والحب والأمان

نعم ياصديقتي وإن ظننتِ العكس فا أنتِ شخص عظيم ومهم في بناء هذه الأسرة أنتِ الأساس، ومقولة الأطفال يريدون أماً سعيدة ولايريدون أماً مثالية هي مقولة حقيقية وتناسب الواقع جداً.

الأم المبتهجة السعيدة تساهم في نمو الأطفال وإستقرار نفسياتهم وتطور ذكائهم بشكل عجيب، ولعل البهجة تأتي تباعاً للرفق والحب.

إن أي تغيير إيجابي في حياتك سينعكس فوراً على أسرتك وحتى تتأكدي من ذلك جربي أن تلعبي مع أطفالك وأنظري كيف تتغير طاقتك وطاقة المنزل وحتى أن هذه الطاقة ستصل لكل أفراد الأسرة.

مالذي يمنعك من أن تكوني مبتهجة ومتفائلة ونشيطة؟

إعرفي هذه الأسباب وأسعي لإصلاحها فحياتك تستحق أن تجتهدي من أجلها وأسرتك تستحق كل نتائجك الإيجابية أيتها الجميلة الرائعة.

أنتِ أولاً وكل شيء يبدأ من عندك أحرصي على نوم جيد وطعام جيد وعلى عمل جدول إهتمام بنفسك، أغرقي ذاتك بتدليلها والإهتمام بها وكل هذا سيجعلك أفضل وأروع.

إذا كنتِ تعانين بعض المشاكل مع زوجك فمن المهم أن لاتكون أمام أبنائكم، وأن تفصلا مشاكلكما عن تربية أولادكما، إياك من ذكر الأب بسوء أمام أبنائه فهم لايرون أبوهم من زاويتك، علاقة الطفل با أبيه وأمه يجب أن تكون علاقة مقدسة آمنة.

النصيحة الرابعة: قد ينسى طفلك كلماتك ولكن لن ينسى أفعالك

لابد و أن سمعتي يوماً أن ابن فلانة يخاف من الحشرات كا أمه، أو أن ابن فلانة يتحدث بنفس طريقة حديث أمه أو فضولي كا أمه، رغم أن إنتقاد الناس والحكم عليهم أمر خاطئ ولكن تأثر الطفل بأمه أمر حقيقي ولا مهرب منه، ينسى الطفل الكلام والتوجيهات ولكنه يقلد الفعل وردات الفعل من أبويه ومن يحيطون به، هنا واجبك كا أم مراعاة هذا الجانب والتركيز عليه.

لا تعاقبي أبنك على فعل أنت تقومين به، ولا تنتقدي مخاوفه فالطفل في سنواته الأولى عجينة لينة تخضع للتشكيل من المربين وإن كانت مكونات هذه العجينة مختلفة إلا أننا لايمكن أن نغفل عن مدى تأثير سلوك المربين فيها.

دعي أبنائك يشهدون كيف تتطورين وتتحسنين في جانب ما، دعيهم يشاهدون نموك كما تشاهدين نموهم، فعندما تحرصين على تحقيق هدف ما وتحققينه شاركيهم فرحة تحقيق الهدف، وعندما تحاولين إكتساب مهارة ما دعيهم يلاحظون تطورك فيها.

شخصياً تعلمت تحميل وعمل بعض البرامج من أبني وتعلمت الرسم من أبنتي.

أخيراً

كل النوايا الطيبة بأن يصبحوا أولادنا رائعين ومصدر فخر لنا ولأمتهم ومجتمعهم وأرضهم.

تتحقق النوايا بالسعي والإجتهاد والصبر، الأمومة مهمة عظيمة ومرتبة عالية تستحق منا كل التركيز.

لا تؤنبي نفسك على أخطائك فا أنتِ تتعلمين كما يتعلمون، ابدأي من جديد في كل يوم ولتكن نيتك خالصة لوجه الله في بناء أسرة رائعة وقوية.

دمتي بحب وتفاؤل وقوة

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s