في فطرتنا كبشر نميل لبناء ودعم الجانب الإجتماعي في عالمنا وهذا البناء يُسمى العلاقات فأي رابط يجعلك تحتك بشخص آخر يسمى علاقة وتتشعب هذه العلاقة لتصنيفات كثيرة كالعلاقة بالوالدين والعلاقة بشريك الحياة أو العائلة والعلاقات المهنية والتعارفية وغيرها من التصنيفات التي تخضع لها العلاقات.
ولكل تصنيف طريقة تعامل خاصة به تحددها القرابة أو المصالح المشتركة أو حتى الميل القلبي والعلاقة ترتكز على مبدأ الأخذ والعطاء المادي والمعنوي، أي أن العلاقة التي تخلو من العطاء والأخذ لايطلق عليها إسم علاقة أصلاً وهي منافية لفطرة البشر وتوازن الكون.
نبدأ علاقتنا ببعضنا من كُنا أجنة في بطون أمهاتنا فعلاقة الجنين بأمه هي أول علاقة في حياة كل شخص منا فالجنين يحصل على الغذاء من أمه والأم تحصل على ذلك الشعور الوطيد الذي لايمكن أن تشعره الأنثى دون حمل جنين. إن ماتستمده الأم من جنينها ومن ثم وليدها وبعد ذلك طفلها شعور عظيم أضيفي لهذا الشعور التطور العقلي والعاطفي والحدسي الذي تحصل عليه الأم بعد إنجابها. كل الأمهات يدركن هذه الحقيقة.
الم تقولي آيتها الأم في يوم ما (لقد تغيرت كثيرا بعد أن أنجبت) الحقيقة أني قلتها كثيراً وسمعتها كثيراً ؛).

نكبر وتبدأ علاقاتنا بالتطور والنمو وتنتقل من الأم الى الأب ثم العائلة فالجيران والأقارب ومن ثم أصدقاء الصف وبعدها الشريك والمهنة والأبناء .. وهكذا.
تعمل هذه العلاقات على نمونا وتطورنا وهذا الأصل في وجودها إلا أنها قد تعمل العكس عند بعض الأشخاص وليس حديثنا اليوم عن العلاقات الغير سوية و التي ترتكز على التعنيف والتدمير لا فهذه لايطلق عليها أسم علاقة ولا يجب أن تستمر كعلاقة بل الواجب إنهاءها فوراً وعدم الإستمرار فيها.
في مدونتي أستهدف النساء اللاتي يبحثن دائماً عن تطوير حياتهن وتعلُم ماينفعهن ويتبعن أحسن الحديث، أسعى لمشاركتك تجاربي ومعلوماتي حتى نتطور جميعاً ونساهم في تطور عالمنا، لذلك عزيزتي نجاح علاقاتك يعتمد على وعيك ورغبتك في نجاحها والعمل على ذلك.
إن العلاقة التي يهتز فيها التوازن تكون علاقة هشة قابلة للإنهيار في أي لحظة وهذا التوازن هو التوازن في الأخذ والعطاء.
حدود العلاقة مع الوالدين
إن العلاقة بالوالدين علاقة عميقة وقوية وحساسة فهما سبب وجودنا بعد الله في هذه الحياة وكما أوصانا الله ببرهما والإحسان لهما وأن نقول لهما قولاً معروفا أي قولاً لطيفاً طيباً، وعلينا أن نعلم أن كلام الأبوين نابع من حب وخوف علينا في الغالب ولذلك فرسم حدود لهذه العلاقة قد لايكون امراً مستساغاً لدى البعض إلا أن الحدود لايقصد بها الأنانية أو العناد أو الدعوة للعقوق وهذه العلاقة بالذات تحتاج لوعي تجاه مانرغب أن نحققه في حياتنا فوجود والدين داعمين محبين نعمة عظيمة وإن لم يكونا كذلك فالواجب هو وضع حدود ترتكز على الأحسان واللطف في التعامل دون ذكر للأهداف والرغبات فكونك تخططين لحياتك فهذا من أبسط حقوقك الواجب عليكِ الحصول عليها.
فكون الوالدين يعارضان ماتقومين به لايعني صحة رأيهم دائماً فهما بشر يخطئان ويصيبان وهنا عليكِ الإصرار على قرارك دون قسوة وسخط منهما فبالكلمة الطيبة تحصلين على رضاهما.
في حال كنتِ متزوجة فاإحرصي على حل مشاكلك الزوجية بعيداً عن تكدير خاطر والديكِ كوني مسؤولة عن حياتك وحريصة على أسرار منزلك وفي هذه النصيحة تتلافين الكثير من المشاكل والاحكام على علاقتك بوالديكِ وزوجك. إن رسم الحدود في العلاقات يبدأ من تحملنا لمسؤولية حياتنا.
كثير من مشاكل الأزواج تبدأ من تدخل الوالدين في حياة أبنائهما والحكم على الشريك وظلمه.
تذكري جيداً قد تتصالحين مع زوجك وتنسين خطأه ولكن والديكِ لن ينسيا من أخطئ في حق إبنتهما.

حدود العلاقة مع الزوج(شريك الحياة)
الزواج علاقة مقدسة ورابط عميق بين شخصين ويجب أن نعطي الزواج مساحته الكبيرة من الخصوصية فالزوج والزوجة على الأغلب من ثقافتين وبيئتين مختلفة تربوياً وهذا الأختلاف يجعل من بداية الزواج خصوصاً تحدي كبير للطرفين ففهم طبيعة الشريك وأفكاره وشخصيته ليس بالأمر السهل وفي هذه الفترة بالذات يحدث الأختلاف والخلاف لذلك من الوعي أن تكوني مستعدة لهذا التحدي وهذا الوقت هو الأنسب في وضع حدودك في هذه العلاقة ولابأس إن كنتِ تأخرتي فكل شيء يمكن تعديله وإدراكه.
لرسم حدودك في هذه العلاقة عليكِ تحديد ماتحبين أن يفعله لك شريكك وتكوني واضحة في ذلك وايضاً عليكِ تحديد ماتكرهين، لاتستهيني باأهمية الوضوح في العلاقة فمعظم النساء تظن أن تجاهل بعض حقوقها من الاحترام والتقدير تضحية لإستمرار هذا الزواج فتقبل ببعض التصرفات و(تعديها) وهي لا تعلم أنها بهذا التصرف تُشغل عداد حساب الأخطاء للزوج دون وعي فتجد نفسها قد أنفجرت بعد زمن من الغموض والتجاهل لمشاعرها.
كوني واضحة في كل مايسعدك ويغضبك في حياتك الزوجية ولا تظني أن وظيفة شريكك قراءة أفكارك.
لرسم حدودك في العلاقة الزوجية توقفي عن الحديث عن ماضيك قبل الزواج ليس بالضرورة أن يكون الماضي ذو مغامرات عاطفية إلا أن جزء من غموضك كزوجة يكمن في عدم معرفة ماضيك في كل شيء. بعض النساء تتحدث عن ماضيها وكيف كانت وتنسى أن الرجل يختلف عن المراءة في فهم هذه التغيرات التي حدثت لكِ. من وضع الحدود في هذه العلاقة أن لايعايرك بماضيك
توقفي ايضاً عن الحديث عن سلبيات أهلك وايضاً لاتبالغي في ذكر محاسنهم فزوجك يحكم على أهلك من حديثك عنهم. شخصياً وقعت في هذا الخطاء ولم أنتبه له إلا بعد حين ولكن كل شيء قابل للتعديل فقد توقفت عن الحديث عن سلبياتهم تماماً. قد تقولين كل البشر فيهم سلبيات وايجابيات نعم ولكنك لا ترغبي بأن يعامل زوجك اي فرد من عائلتك بناء على حدث لايخصه في الأصل.ضعي حدوداً لحديث زوجك عن أهلك.
توقفي عن ذكر أهل زوجك بأي سلبية فالرجل لايفهم أنك متضايقة منهم على العكس سيفسرها بالكره والغيرة طبعاً ليسوا كل الرجال بهذا الظن فهناك الواعي منهم. يساعدك ذلك في رسم حدود لزيارتهم واستقبالهم فعندما يرى منك الأحترام تجاههم سيحترمك وسيحترم قراراتك تجاههم.
علاقتك بصديقاتك يجب أن تكون خاصة لك ولاتصل لأذان زوجك.
احترمي خصوصياته وستجدينه يحترم خصوصياتك، لاتفرضي نفسك عليه في لحظات راحته وستجدينه يحترم ويسعى لراحتك.
كما تريدين منه عليك أن تعرفي أنه ايضاً يريد منكِ الحياة الزوجية تبادلية تشاركية.

حدود العلاقة مع الصديقات
الصديقة تعني الشخص الصادق معكِ وليست من تُصدق أقوالك، لذلك عند أختيار الصديقة وفي بداية العلاقة أحتفظي ب خصوصياتك ولا تكوني كتاباً مفتوحاً، لماذا معظم النساء تعتبر الصديقة وعاءً لسكب معاناتها فيه؟ فتبدأ تخبرها عن سؤ عائلتها ومشاكلها مع زوجها وعيوب أولادها والكثير من الأمور التي تجعلها تضع أسرارها بين يدي شخص لا تعلم عنه الكثير، كونك أرتحتي لها لايعني أن تكون وعاء شكواك لرسم حدود في صداقاتك وحتى تكوني سعيدة في هذه العلاقة ساأخبرك بسر لو طبقتيه لا حصلتي على أيام لا تنسى في هذه العلاقة.
السر ياصديقتي يقول أحرصي على أن تكون علاقتك بصديقتك إيجابية تماماً، طبعاً هذا السر يحتاج أن تحرصي على تطبيقه في كل مرة تقابلين فيها صديقتك.كيف؟
إتفقي مع صديقتك أن يكون الوقت الذي تلتقيان فيه وقت خاص بالمرح فقط فالصديقة تم إختيارها بناء على تشابه يجمعكما وغالبا أنتما تحبان ممارسة نفس الهوايات لذلك إن حرصتي على أن يكون وقتكم إيجابي ستحصلين على ذكريات لاتنسى ومشاعر مبهجة و الأجمل هو أن هذا الوقت المبهج سيعمل على شحن طاقتك وتجديد حيويتك وستعيشين مشاعر الطفولة باإستمرار.
اخبريني في التعليقات مالهوايات التي تمارسينها مع صديقتك؟
شخصياً عند إجتماعي مع صديقاتي نحب الرقص والنكت ونجرب وصفات جديدة:)

حدود العلاقة مع أهل الزوج
إن ماتقدمينه ستحصدين ثماراته ولو بعد حين، إن احترامك وتقديرك لأهل زوجك يجعلهم يبادلونك الأحترام والتقدير وطبعاً هذا يعني إحترام خصوصياتهم وعدم التدخل في مشاكلهم.
شخصياً أن لم تجمعك بهم صلة قرابة فلا أحبذ كثرة الزيارات وإن كان ولابد فالزيارات الرسمية تجعل منك شخص لطيف ومحبوب وطبعا لا ترهقي نفسك بطلب رضا أحد حتى لا تشعري بالإستنزاف بعد زمن وقدمي الإحسان بقدر ماتستطيعي و لا تسمحي لأحد بتجاوز حدوده معك.
اهل الزوج ليسوا أعداء ولكن كما تحبي من زوجك أن يعامل أهلك عليك أن تعاملي أهله كما تظني أنه يحب دون إرهاق لذاتك.
حدود العلاقة مع الأبناء
كيف يكون بيني وبين أبنائي حدود طبعاً لابد عليكِ أن تضعي الحدود بناء على أعمارهم ومقدار إحتياجهم لوجودك ولكن على العموم عندما يكونوا صغاراً فمن الحدود أن لايدخلوا عليكِ الغرفة دون إستئذان وأن يحترموا وقت راحتك، وعندما يكبرون من حدود تعاملك معهم أن لاتفرضي رأيك عليهم ولا تسمحي لهم بتقليل إحترامك وفرض آرائهم عليكِ.
إن الحدود في أي علاقة تضمن حقوق الطرفين بشرط أن تكون حدود غير جائرة.
حدود العلاقة مع زملاء المهنة
حتى ترسمي حدود لتعامل زملائك معك عليكِ أن تتيقني أن الرابط الذي جمعكم هو العمل وهذا الرابط هو الأساس فلا تعبثي بالأولويات فالزملاء ليسوا أصدقاء وهناك وسط من المنافسة بينكم لذلك حتى تحفظي حدودك إياك وذكر نقاط ضعفك أو الحديث عن حياتك الخاصة حتى ترسمي حدود متينة مع زملاء العمل.
الإحسان في العلاقات
وماجزاء الإحسان إلا الإحسان والله يحب المحسنين، كما ذكرت أن العلاقات مبنية على الأخذ والعطاء وطبعا حتى تضعي حدود في حياتك فهذا لهدف أن تأخذي راحة البال والسلام في علاقاتك لكن ليسوا كل الأشخاص قادرين على العطاء الطيب ورد الإحترام بالإحترام بل على العكس قد يعتبرونك بااعتبارات تجعلهم يعمدون لأذيتك وهنا لكِ أن تأخذي حقك منهم ولا أحد يلومك في ذلك.
وايضاً بعض الأشخاص لايعطي بل هو كثير الأخذ وهنا يتجلى لكِ معنى أن تكوني محسنة ترجين من إحسانك وجه ملك الملوك.
لا تندمي على عطاء طيب تم رده بمكر وأذية ولاتندمي على إحسان قدمتيه ولم يتم تقديره وتذكري أن تعاملك مع الله سيهبك وافر العطاء وفي وقت لم تحسبي حسابه. ثقي بالله.
أخيراً ياصديقتي أنتِ مسؤولة عن علاقاتك وعليكِ دائما مراجعتها ورسم حدود تناسبك تجعل من علاقاتك علاقات جيدة مباركة فالأصل أن نعيش التآلف والتوافق مع إخواننا البشر لا الصراع.
كوني بخير ياجميلة
اوكي
إعجابLiked by 1 person