تدوينة اليوم من وحي معلومات عامة وثقافية لمعرفة كيف كن النساء يهتممن بأنفسهن في تلك الأزمنة وفي بعض الثقافات والتي تخبرنا عن أن النساء في فطرتهن حب الجمال والتزين وأن هذه الفطرة لايستطيع أحد إنكارها أو تجاهلها فقد شكلت النساء ثقافات شعوبهن في التجميل وما يشتهرن بإستخدامه للحفاظ على جمالهن.
وأنا أبحث في هذا الموضوع وجدت أن الطبيعة دائماً ماتكون المصدر الأول والسخي في كل الثقافات فالمواد الطبيعية والتي تكون من وحي المكان الذي نعيش فيه تتعدد إستخداماتها والأستفادة منها فمثلا وأنا أقرا في ثقافة بعض الدول الإفريقية والتي يكون فيها الفلفل من أكثر منتجات أرضها قمن النساء بإستخدام بذور الفلفل المجروشة وخلطها بالزيت لعمل تقشير للبشرة والحفاظ على نعومتها، شخصيا حبات الفلفل تعمل لي تحسس عجيب فلم أتصور أن هناك من يستخدمه للتقشير لذلك أحببت أن أكتب سلسلة للتعرف على كيف كن النساء في مختلف البلدان والحضارات يهتممن بجمالهن ويعتنين بأنفسهن.
أحببت أن أبدا هذه السلسلة من الحضارة الفرعونية والتي نشأت في مصر وعلى ضفاف نهر النيل في 4000سنة قبل الميلاد وذاع صيت هذه الحضارة وعظمت إنجازاتها المدهشة والتي تبقت بعض آثارها لزماننا هذا حتى نتسائل كيف كانت تلك الحضارة ولعل هذه التساؤلات هي مايدفع علماء الآثار والتاريخ الإستمرار في البحث والتنقيب وإكتشاف ماكانت عليه تلك الأمة العظيمة التي أذهلت العالم بما عُرِف عنها ومازالت تخفي الكثير.

النساء في الحضارة الفرعونية:
قبل أن نتحدث عن طريقة إهتمام الفرعونيات بجمالهن وطقوسهن بالإهتمام بأنفسهن علينا أن نتعرف على مكانة المرأة الفرعونية في زمانها ومجتمعها فقد كُتب في تاريخ النساء الفرعونيات أن المرأة الفرعونية تحظى بمكانة رفيعة جداً لدرجة تسمية بعض الألهات المقدسة باأسماء نسائية وكان كرسي الحكم تتولاها الملكة الأنثى وتقود البلاد ويستجاب لأوامرها وتطاع وتقدس.
وهناك أسماء مشهورة لملكات الحضارة الفرعونية وعلى رأسهن كليوباترا، نفيرتيتي، سبك نفرو، حتشبسوت، توسرت وغيرهن وهذا دليل عظيم على أن المرأة كانت تعيش بعزة ووجاهة وهي مساوية للرجل في حقوقه بل أنه يقال أن الحضارة الفرعونية من أكثر الحضارات التي عمدت لتقديس المراة تقديساً يساوي الألهة في زمانهم.
يقال أن المرأة الفرعونية كانت تملك كامل الحق في أختيار الرجل الذي ترغب في الزواج منه كما تملك حق الطلاق في أي وقت تشاء.
لذلك من الطبيعي أن يتم الأهتمام بهذه الحضارة والبحث فيها وفيما كانت طريقة عيشهم بل أن هناك من يقول أن الحضارة الفرعونية وصلت لتقدم عظيم وعلوم خفية في الطاقة والقوى الخارقة ولعل الأهرامات خير دليل وهي ماجعلت صيتهم ذائع وحضارتهم باقية .

الطبيعة والجمال في الحضارة الفرعونية:
عرف عن النساء الفرعونيات إهتمامهن بجمالهن عن طريق إستخدام المواد الطبيعية فكن يستخدمن الزيوت الطبيعية لبشرتهن وشعورهن والحناء ودهن البقر والحليب والعسل والملح.
وهذه المواد الطبيعية أقل ضرارا وأكثر فائدة عند إستخدامها على المدى الطويل.
الزيوت في الحضارة الفرعونية:
من الزيوت التي عرف عن الفراعنة كثرة إستخدامها زيت الخروع، زيت دوار الشمس وزيت المورينجا وزيت اللوز.
وكانت تستخدم هذه الزيوت في خلطات الشعر وتدهن بها البشرة.
الصبار في الحضارة الفرعونية:
عرف عن النساء الفرعونيات إستخدام جل الصبار في تنظيف بشرتهن وهو ماكان يجعل البشرة تظهر بمظهر شاب ونقي وجميل وذلك لأن الصبار يحوي الكثير من الماء وتعمل لزوجته على ترطيب البشرة لوقت طويل حال دهنه على البشرة بااستمرار.
العسل والحليب في الحضارة الفرعونية:
عرف عن ملكات الحضارة الفرعونية إستخدامهن الحليب المخلوط بالعسل وبعض الزيوت لنقع أجسادهن فتحافظ على شبابهن ونضارتهن وتفتيح بشرتهن.
حمام البخار الفرعوني :
يتم حفر حفرة في الأرض ويوضع فيها كمية من الخشب الذي يتم حرقه والإستفادة من البخار المتصاعد في فتح مسام البشرة وتنظيفها بالمقشرات الطبيعية فتقوم المدلكة بتدليك الجسد ومن ثم ينقع بالماء البارد والمسك وبالاخير يتم دهن البشرة بالزيوت.
لم أكن أعلم أن هذه الطريقة فرعونية المنشأ إلا مع البحث وتظل هذه المعلومات إجتهادات الباحثين والعلماء.

الكحل عند الفرعونيات:
الكحل فقد اكتشفته المرأة الفرعونية بل وصنعته وكانت تستخدمه لتحديد العين وتلوين الرموش وظهر هذا في عيون الاله رع محدد بشكل مذهل .كما استخدموه في تزيين عيون الفراعنة .
ما هي الادوات والمواد المستخدمة في صناعة الكحل؟!!
كان يتم خلط السخام مع معدن يسمي غالينا ينتج عنه معجون أسود فتحصل علي الكحل الأسود ، كما يتم خلط المرمر مع الغالينا ويحوي ايضا أكسيد النحاس والسيليكون ودهون بعض الحيوانات كالبقر للحصول علي الكحل الاخضر .
فكانت المرأة ترسم عينيها بالكحل لجعل عيونها واسعة وجذابة ولكن ليس الهدف من وضع الكحل التجميل فقط بل استخدمته طبيا وعلاجيا لحماية العين من الامراض فكانت تضع الكحل السميك لاحتوائه علي مواد قاتلة للبكتريا ويعكس اشعة الشمس وهو البديل للنظارات الشمسية . كما انها ايضا اعتبرت الكحل مصدر للحماية من الارواح الشريرة والاعداء .
فكانت تستخدم عود من الخشب او العاج او العظم وغمسه في الكحل ورسم العين .
رسم الحواجب وتنسيقها:
استطاعت المرأة الفرعونية أن تضع نسب جمالية لوجهها فكانت تهتم بتحديد الحواجب وكانت تعتمد علي الحواجب المقوسة الطويلة المرسومة مع تحديدها بانواع من الباودر التي تمنحها لونا داكنا وكانت تستخدم الفحم ومادة الاوكسيد السوداء في رسم الحاجبين لذا سيدتي عليكي الاهتمام بالحاجبين ورسمهما بشكل متناسق يليق مع شكل وجهك حيث انهما المتحكم الرئيسي في ملامح الوجه .
العطور في زمن الفراعنة:
من أبرز العطور في زمن الفراعنة هي إستخدام الورد والمسك والنعناع في تعطير الجسم كذلك إستخدام الزيوت ذات الروائح الجميلة لدهن الجسم بعد حمامات البخار.
معايير الجمال في الحضارة الفرعونية:
لاتختلف معايير الجمال في الحضارة الفرعونية عن معايير الجمال في عصرنا الحالي كثيراً، فالبشرة الصافية النضرة المشرقة تعد من معايير الجمال والشعر المهندم المسرح بشكل جميل وبمظهر صحي أيضا علامة من علامات الأهتمام والجمال.
يستدل على حال المراة المادية من كمية المجوهرات التي تعمد لإرتداءها.
من معايير الجمال وسع العينان وطريقة تكحيلهم.
كثافة الشعر وطريقة تسريحه. ويبدو أن أنسدال الشعر بطول متوسط أحد معايير جمالهم والتي تظهر في رسوماتهم.
طول الرقبة وتوازن شكل الجسد فقد أظهرت الرسوم الفرعونية المنحوتة شكل جسد النساء والذي يظهر متوازن لاشديد النحافة ولا ممتلىء جدا.
كانت هذه معلومات بسيطة دون تعمق جمعتها عن نساء الحضارة الفرعونية حتى نعرف كيف كن النساء يهتممن بأنفسهن أضيفي إلى أن مثل هذه المواضيع دافع قوي للأهتمام بالجمال وتجربة بعض الوصفات القديمة ومن حضارات متعددة.
أتمنى أن تكوني أستمتعتي بقراءة هذه المعلومات كما أستمتعت أنا بالبحث والقراءة في هذه الحضارة الجميلة والتي مازال العلماء يبحثون في خفاياها وماوصلت إليه.
كوني بخير.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.