رمضان فرصة للتشافي.

تدوينة اليوم هي نداء لكل من أرهقها المرض الجسدي أو النفسي وظلت لسنوات تبحث عن بوابة للشفاء، أكتب لكِ اليوم من قلب محب للخير بأن لاتفوتي فرصة عظيمة منَّ الله علينا ببلوغها وهي فرصة صوم شهر رمضان المبارك، أظن أن لكل شخص فينا معاناته الخاصة أما على المستوى الجسدي أو النفسي أو الروحاني، الحقيقة أن صيام شهر رمضان فرصة ونعمة عظيمة لدخول بوابة التشافي والتي قد يمن الله عليكِ بالشفاء التام مما تعانين، لذلك لا تضيعي هذه الفرصة أبداً وأشكري الله على منحك أياها وأبداي بيقين تام وتوكل على الله في الأستفادة من هذا الشهر المبارك

النية أولاً:

النية هي أصل كل عمل نقوم به ولتكن نيتك من صيام شهر رمضان المبارك رضا الله أولا والقرب منه والشفاء بفضل الله ثانياً حتى يقوى جسدك وروحك على طاعته.

اليقين التام:

البعض يدعو الله ويبذل الأسباب وفي داخله شك بعدم حصوله على مايريد وهذا الشعور بحد ذاته كفيل بإعماء بصرك وبصيرتك عن أي تحسن وتقدم تحصلين عليه.

اليقين بأن الله لايخذل من رجاءه وسأله ودعاه كفيل بأن يجعلك تشعرين برضا وتسليم عجيب ينقلك بإذن الله من نقطة التعب إلى الشفاء بإذن الله ولتتذكري أن الله على كل شيء قدير وأن تأخر الشفاء التام لايعني أنه لن يحدث فقد تكون حكمة الله أن يكون شفائك تدريجيا وقد يكون بين ليلة وضحاها تمسكي باليقين التام والتسليم والله لن يخذلك أبداً.

قوة الأيمان والصبر:

في كل مرة تنوين فيها أمرا فستخضعين لإختبار قوة إيمانك وصبرك لذلك فصبرك على الآلم والأنتظار والتمسك بصفاء النية وقوة اليقين سبب في حصول ماتريدين بتوفيق الله.

فمداخل الشيطان التشكيك بحصول الإستجابة وإستعجالها، ثم القنوط من رحمة الله.

الإستعداد والسعي:

لقد جعل الله لكل شيء سبب ولابد من أتيان السبب حتى تحصل النتيجة و قد يكون هذا السبب بسيط وغير منطقي بفكرنا البشري كاأمر الله لموسى بأن يضرب البحر بعصاه فينفلق البحر، لذلك أن سألتي الله الشفاء فعليك ببذل السعي والأجتهاد وبيقينك القوي بأن الله لن يخذلك ستشهدين الكثير من الألهامات والرسائل التي تنير طريقك للوصول لنتيجة دعائك.

أعرف سيدة كبيرة في السن كانت تعاني من مرض لسنوات طويلة و الهمها الله أن تتوقف عن بعض المأكولات في رمضان فشفيت من معاناة سنوات، قد يتبع أحدهم طريقتها ولا يحصل الشفاء والسر في اليقين وليس في السبب. لكل منا قصته الخاصة ولايمنع ذلك من الأجتهاد والبحث والسعي والتجارب فمشاركة الناس تجاربهم قد تكون رسائل الهامات للبعض ويحصل فيها المقصود ولتعلمي أنها عوامل داخلية وخارجية، داخليا اليقين والنية والتسليم وخارجيا السعي والبحث والتجربة.

يمكنك من الآن رسم خطة تتبعيها في شهر رمضان للإستفادة من روحانية هذا الشهر و الصيام والأمساك عن الطعام والشراب فيه.

ابحثي عن حلول لمشكلتك وتابعي المختصين في علاج مثل هذه المشكلة واتبعي كل ماذكر سابقاً في هذه التدوينة و بإذن الله ستحصلين على ماتريدين.

الإمتنان والوعي بالنعم:

إن الشيطان يدخل للإنسان عن طريق النعم وذلك بأن يعمي بصيرتكِ عن مابين يديكِ من نعم ويجعلك تزهدين بل وتمقتين مابين يديكِ من النعم فتنظرين لغيرك وتقارنين نفسك بهم وتشعرين بالضعف والذل والهوان، أنه يعدنا الفقر في كل شيء الفقر في الرزق والجمال والصحة فلا تعجبنا أجسامنا ولا أشكالنا ونظل نلهث خلف سراب، المهم أن لا نعترف بما أنعم الله علينا به.

((إن تعدوا نعمة الله لاتحصوها))

حتى تغلقي باب الشيطان وتطهري نفسك من وسوسته إبداي بالإمتنان والشكر على أبسط نعمة وللعلم ياصديقتي لايوجد نعمة بسيطة فكل النعم عظيمة ولكن هذه من كوامن النفس البشرية أن تصغر وتعظم بعض الأشياء.

تخيلي أن أصابع يديك بلا أظافر

أو أنكِ لا تملكين قطعة صابون في منزلك

أو أنكِ لا تستطيعين المشي على قدميكِ

إن كل مابين يدينا عظيم وهو نعمة من الله فاأستعيذي من الشيطان الرجيم وأبداي في تعداد النعم التي بين يديك وتذكري قوله((سنجزي الشاكرين)) .

حددي مشكلتك بدقة:

ماذا تريدين؟ ماهي معاناتك؟ مالمشكلة التي تشكين منها؟

حددي ماترغبين الشفاء منه والتخلص بدقة، مثلا أرغب في الشفاء من المرض…

وابدأي البحث والتركيز على طرق العلاج والسعي في ذلك وخلال هذا السعي كوني مراقبة جيدة لكل تحسن تحصلين عليه، واشكري الله عليه وأستمري وأن طال الطريق.

لماذا رمضان فرصة للتشافي؟

في كل وقت هناك مجال للبداية من جديد، والله قريب منا في كل الأوقات، لكني خصصت شهر رمضان في هذه التدوينة لأن في هذا الشهر بالذات تختلف الكثير من سلوكياتنا، فنحن نمسك عن الطعام والشراب لوقت معلوم ومحدد في القرآن الكريم ، كذلك تزداد طاعاتنا ويغلب جو الروحانية في رمضان أكثر من باقي الشهور، إذن فهو بداية جيدة بل ورائعة للخروج بنتائج مرغوبة.

في هذا الشهر رحمات وفرص كثيرة لنيل الأجور والحسنات وبلوغ المقاصد. لا تضيعي الفرصة.

وصلت لنهاية تدوينتي والتي كتبتها بنية صادقة أن تكون نوراً لمن تبحث عن حل لمشكلة أرهقتها، أسال الله لي ولكن التوفيق والشفاء التام من كل أوجاع الدنيا والآمها وأساله أن يبلغنا رمضان ويعيننا على طاعته وذكره وشكره ويتقبل صومنا وجميع طاعاتنا قبولا حسنا وهو رب الخير كله.

كوني بخير.