لعل الإجابة عند قراءة العنوان بدون تفكير هي نعم للماضي تأثير علينا ولايمكن تجاهل هذا التأثير، لعل هذه الأجابة حقيقية وصادقة ففعلا للماضي تأثير علينا فاأفكارنا ومعتقداتنا اليوم هي نتاج الماضي ومواقف الماضي وأحداث الماضي.
بداية لنتفق أن المشاعر هي مايثير ذكريات الماضي فنحن حين نكون في حالة حزن وإحباط سنتذكر كل حدث مؤلم وحين نكون في حالة إبتهاج نحرص على تجاهل أي ذكرى سلبية.
إذاً جودة مشاعرك هي مايؤثر على فكرك وذكرياتك في هذه اللحظة.
إلا أن المشاعر بحد ذاتها محايدة وليست هي المؤثر علينا فمن الطبيعي هبوط وصعود المشاعر والمشاعر تتأثر بروتين يومنا وما نقدمه لأجسامنا من راحة وغذاء وأفكار.
من المتحكم في كل هذه الذكريات وماهو المثير لكل هذا الألم؟ بإختصار الأجابة تقول أنه عقلكِ اللاواعي والذي ربط ذلك الشعور بذلك الموقف وذلك الحدث الماضي وقام بكل قوته بتخزينه وإستعادته فور شعورك بشعور الحزن مرتبط مع الموقف وهذا مايعرف بإجترار الماضي.
مشكلتنا ليست الموقف الذي حدث ولا الشعور الذي نشعر به الآن مشكلتنا تكمن في نقطة الأرتباط بين الشعور والحدث والفكرة التي نتجت عن تفسير ماحدث.
مالحل؟
الحل ببساطة هو تجاهل تلك الفكرة والتركيز على الشعور دون تأنيب وتعمق في تذكر الحدث، هذه الطريقة مع التكرار ستجعلكِ تتجاهلين ربط الأحداث بالمشاعر فلو حدث وشعرت بالحزن فجأة وظهرت لك ذكرى حدث من الماضي فكل ماعليكِ فعله هو توجيه تركيزك لفكرة أن الحدث مضى وأنتهى وأنتِ الآن أقوى ولديكِ القدرة في تصحيح مسارك دائماً.
لا فائدة من إسترجاع الآلم في كل مرة يباغتك شعور مزعج إفصلي الشعور عن الفكرة لاعلاقة لحزنك الآن بموقفك القديم مع قريبتك أو صديقتك.
تقبلي دفع الثمن:
كل حدث مضى سيترك أثر في نفسك لا محالة وهذه الآثار هي ماصنعت ماأنتِ عليه اليوم، كما أن بعض الأحداث يظل آثرها قائم لمدة من الزمن وبصراحة لايمكنك تغيير النتيجة دون قبول لما حدث وإستعداد لإصلاحه فإعادة الموقف في ذاكرتك وإجترارك للماضي في كل حين لن يساهم في تصحيح الوضع أبداً لذلك إسعي لتصحيح مسارك وأرسمي واقع جديد وتذكري أنكِ فعلتي ماتستطيعين وماسمح لكِ فعله في ذلك الوقت.
كوني بخير
خديدة وردية 
رأي واحد حول “هل للماضي تأثير علينا؟”