هل سألتي نفسك ذات يوم من أين أتت أفكارك وقناعاتك؟ هل فكرتِ يوماً لماذا تطلقين بعض الأحكام على الناس وترفضين مناقشتها؟ هل تعرفين لماذا تعممين بعض الصفات على فئة معينة وكأنهم ولدوا بها ولا مجال لتغييرها؟.
لماذا أطلقتي تلك الصفة على ذلك الشخص أو حتى لماذا أرتحتي لذلك الشخص دون غيره؟ لماذا حكمتي على تلك السيدة من أول لقاء بأنها رائعة؟ لماذا حكمتي على تلك بأنها سيئة؟ لماذا تصرين على بعض الأمور دون غيرها؟ لماذا تنزعجين من بعض التصرفات دون غيرها؟
الأصل وفطرة الأنسان أنه كائن إجتماعي يجيد التعامل مع بني جنسه من البشر، من فطرته أيضاً أن يميل لمن يشبهه من البشر سواء على المستوى العنصري أو الفكري أو البيئي وغيرها من التصنيفات. كمثال الناس المغتربين عن بلادهم يميلون كثيرا لمصاحبة من يتحدث لغتهم أو يمثل عاداتهم أو يشابههم بالملامح والجنسية وهكذا هي فطرة الأنسان.
لذلك فالبشر تعيش في مجموعات مهما ظن الشخص أنه منعزل ووحيد هو في بيئة ومن حوله مجتمع يؤثر فيه وعليه.
نحن نستمد معظم أفكارنا وقناعاتنا من الخارج ولو عدنا لإنفسنا لوجدنا أن معظم هذه الأفكار والمعتقدات لا تخدمنا، إن الشخص الذي يسعى لتطوير نفسه يعمد أولاً لفلترة أفكاره ومحاسبة نفسه والعمل على تزكيتها وهذا ماطلبه الله منا((قد أفلح من زكاها)).

التعميم فكرة مستنسخة:
كثيراً ماأسمع في تجمعاتنا النسائية جملة مكررة وكأنها موزعة للحفظ على من أعرفهن(الرجال خونة) قد تكوني سمعتي مثل هذه الجملة كثيراً في مجتمعنا العربي خصوصاً في المسلسلات، إن مثل هذه الجمل هي تعميم ساذج على صنف أو فئة من الناس ومثل هذا التعميم ينشئ من البيئة المحيطة وما نتعرض له من مؤاثرات يومية من مشاهدات وقصص وأشخاص من حولنا، بالأمس كنت أتحدث مع صديقة ووجدت نفسي أسقط في التعميم حيث قلت لها أني الأحظ كثرة حالات الطلاق في مجتمعي والحقيقة أني بأي حق أحكم بكثرتها فمن أعرف عنهن أنهن تطلقن لايتجاوز عددهن ربع من أعرف من المتزوجات السعيدات أو على الأقل المستقرات في علاقتهن الزوجية.
إذا على أي أساس حكمت؟
التركيز على قضية دون سواها وعلى حدث دون سواه يجعلك تقعين في التعميم.
قليل من الوعي ومراجعة الذات يجعلك تعيدين فلترة أفكارك.
إن لغة التعميم هي فكرة مستنسخة بالأصل تبدا من رغبة الإنسان في التصنيف والحكم على من حوله حتى يخفف من جلده لذاته وعدم قدرته على تحمل مسؤولية إختياره.
أنصتي لمن حولك وستجدين الكثير من عبارات التعميم والتي لايقبلون النقاش فيها، ولا تغضبي من نفسك إذا وجدتي نفسك تعيدين هذه العبارات في يومٍ ما. ببساطة فلتري وأبداي من جديد.
هل هذه الفكرة تخدمني؟
أي فكرة تجعلك منزعجة متوترة هي فكرة لاتخدمك بكل بساطة تخلي عنها فوراً.
شخصياً قررت التخلي عن أي فكرة تزعجني في علاقتي بزوجي أو علاقتي باأبنائي ومن حولي، لأن هولاء الأشخاص قريبين مني جداً ولا يمكن لي إستبعادهم من حياتي بل أني لا أقوى على فكرة إستبعادهم أصلاً لذلك من الأسلم لي أن أعمل على فلترة أفكاري أول بأول وهذه ليست عملية بسيطة بل أنها رحلة لا تنتهي فكمية الأفكار التي تمر على عقولنا كل يوم كمية هائلة والغث فيها أكثر من الثمين.
فلو أقتنعت بفكرة أن الأطفال مزعجين فساأظل الأم العصبية وإذا أقتنعت بفكرة كل الرجال خونة فلن يهدأ بالي أبداً .
فلترة الأفكار تعني أن تنعمي براحة بال في يومك وأتركي الغيب لعالم الغيب وعيشي يومك مبسوطة سعيدة قدر الإمكان.
كوني بخير.
رأي واحد حول “إحذري من نسخ أفكار من حولك”