طفلي عنيد

الطفل العنيد، طفلي عنيد، إبني/إبنتي عنيد/ة أعتقد أن هذه الجمل نسمعها من معظم الأمهات الأتي نلتقيهن ولست بمختلفة عنهن فقد مرت علي فترة كنت أصف أحد أبنائي بالعناد إلى أن أقتنعت بأن سلوك الطفل الذي نسميه عناد هو سلوك يميز شخصيته ولا يمت لوصفنا بصلة في هذه التدوينة ساأتحدث عن الطفل العنيد وهل هو فعلاً عنيد؟ وماذا يعني أن يتصف طفلي بصفة العناد؟

ما ستقرأينه هنا سيكون مختلف قليلاً وسيلفت إنتباهك لبعض النقاط التي نغفل عنها كاأمهات وأعتقد أن بعد قرائتك لهذه التدوينة ستتغير فكرتك عن الطفل العنيد وقد تجدين أنك ظلمتي طفلك بوصفه عنيداً.

لاتؤنبي نفسك وتذكري كل شيء قابل للتعديل.

ماذا تعنين بكلمة عنيد؟

كلمة عنيد في المجمل تطلق على الشخص الذي لايقتنع بسهولة ولا يفعل مايؤمر به وهذا هو التعريف الدارج والمستهلك ولكن كل شخص منا له تعريفه الخاص للأشياء والمسميات والأوصاف.

أجيبي بصدق ماذا تعني لك كلمة عنيد؟ ومتى تصفين الشخص بوصف عنيد؟

قد تقول قائلة أبني عنيد لأنه لايسمع كلامي لأنها تفترض أن يتم الإنصات لها والرضوخ وفعل كل ماتطلب فقط لأنها أمه، بينما تصر أنه على طفلها أن يكون عنيداً ((لاينصت ولايرضخ))وقوي شخصية مع الآخرين!

إعرفي ماذا يعني العناد لكِ ومتى تسمين العنيد عنيداً؟

عنيد حسب عمره؟

لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل سلوك وسمة خاصة ولتعلمي عزيزتي الأم أننا نحن البالغين لانقبل أن تتم مقارنتنا بالآخرين فبرجاء لاتقارني طفلك بالآخرين فلكل طفل سلوك وشخصية خاصة به دون سواه مهما ظننتي أنهم متشابهين ومهما قرأتي في كتب الأطفال أن هذا السلوك متوقع في هذا العمر أو غير متوقع فالبشر من بداية عمرهم إلى نهايته لايمكن أن يكونوا في قالب واحد يناسب الجميع لكل طفل بصمة مختلفة تميزه هو دون سواه.

عمر السنتين ليس كعمر الخمس سنوات ولا كعمر العشر سنوات في كل سن تختلف سلوكيات الطفل حسب بيئته وتجاربه مع من حوله وطريقة تعاملك معه.

قد يصر طفل العامين على لبس معين فتصفينه بالعناد بينما كل مافي الموضوع أن هذا اللبس مريح أكثر أو الوانه جذابة بينما لايفعلها طفلكعندما يبلغ الخامسةوذلك لأنك كنتِ تجبرينه في كل مرة أن يلبس إختيارتك، هل يعني ذلك أنه توقف عن عناده أم أنه كُسِر جزء في شخصيته من قِبلك؟ فكري فيها.

الأم العصبية الصارمة هي الأم العنيدة

إن طفلك يراقب أفعالك ويتأثر بها أكثر من كلامك ونصائحك وكونك تفقدين أعصابك بسرعة أو أنك صارمة في أوامرك هذا يجعلك تعاندين وترفضين أفعال طفلك دون تفكير فتطلقين وصف العناد عليه وأنت إنعكاس لهذا الوصف، تذكري لكل فعل ردة فعل ولأخبرك سراً، تريدين أن تتخلصي من عناد طفلك على إفتراض أن صفة العناد منطبقة عليه تعاملي معه بلطف ودون أحكام وستدهشك النتيجة.

لعل هذا الموضوع يساعدك((أمي لماذا أنتِ عصبية؟))

صفات ابنك هي ما تركزين عليه؟

مالصفات التي ترغبين أن يتصف بها أبنك؟

في الغالب أنتِ تريدين كل الصفات الحسنة والرائعة وهذا الطبيعي الذي تتمناه كل الأمهات ولكن هل هذا ماتسعين إليه حقاً؟

نعم هذا مانرغبه ونسعى إليه كاأمهات ولايوجد أم تتمنى أن يكون أبنها سيئاً.

في الحقيقة نحن لا ننتبه الى نقطة أن مانتمناه ونسعى له يخالف مانركز عليه في الغالب دون وعي منا فمعظم الأمهات تتمنى وتسعى لأن يكون طفلها حسن الخُلق ولكنها تركز على صفاته السيئة دون إدراك ووعي من باب رفض لهذه الصفات والمنطقي أن ماتركزين عليه يزداد ويكبر بينما ماتتمنينه لن يحدث دون تركيز عليه في المقابل.

مثلاً: ماذا يحدث لو أن كل أم ركزت على الجميل والرائع في سلوك إبنها؟

مع الوقت ومع كثرة تركيزك على إيجابياته ستقل سلبياته وسيفخر بإيجابياته وسيصحح أخطاءه دائماً ويكبر على مبدأ تطوير نفسه بنفسه وتزداد ثقته بنفسه لأن لديه أم تركز على كل ماهو حلو وجميل يملكه.

تذكري عزيزتي وضعي نفسك مكان طفلك ماذا لو أن من حولك لايرى أي جميل فيك ودائماً يركزون على أسوء مافيك ماهو شعورك وماذا ستفعلين وهل ستستمرين في تحسين حياتك وكيف ستكون ثقتك بنفسك؟

طفلك أمانة في رقبتك فااحسني إليه بملاحظة كل جميل في سلوكه وبرفق أسعي لتعديل مايسؤك في سلوكه وركزي دوماً على الجميل وسترين كل جميل.

كوني بخير