عدت لإكمال هذه السلسلة اللطيفة وبحق أنا أستمتع كثيرا في البحث في مثل هذه المواضيع فالتاريخ مليء بالعجائب ومليء بالقصص التي تخبرنا كيف حال من سكنوا الأرض قبلنا وطبعاً أنا لا أعتمد صحة ماجاء في التاريخ مئة بالمئة وكذلك لا أكذبه وأنما أحب القراءة فيه على الأقل لأخذ فكرة عامة وشاملة عمن سبقونا.
اليوم قررت أن أكتب عن نساء الجزيرة العربية ووجدت أن تاريخ نساء الجزيرة العربية قديما مر بمرحلتين مختلفتين تمام الإختلاف بما تحويه من عادات وماتعنيه مكانة المراءة في كلا المرحلتين وهي مرحلة النساء في الجاهلية ماقبل الأسلام والنساء بعد البعثة المحمدية وإنتشار الأسلام.
لذلك قبل أن نتطرق للحديث عن جمال النساء في تلك الحضارة وماهي طرقهن وأساليبهن في الحفاظ على جمالهن لابد أن نعرف كيف كُن يُعاملن وماهي أبرز ملامح معيشتهن ومكانتهن في مجتمعاتهم أنذاك.

النساء في العصر الجاهلي في جزيرة العرب:
أثرت الطبقية المجتمعية في حياة المرأة تأثيراً جليا وواضحاً فالمرأة الغنية تحظى بمكانة رفيعة وتقدير وتقديس وكلمتها مسموعة بينما المرأة الفقيرة تعيش في ذل وهوان، وايضاً المرأة من قبيلة ونسب معروف تحظى بقبول وتمكين و رعاية من الرجل على خلاف المرأة من القبائل الصغيرة فقد كان يُنظر إليها بأنها جالبة للعار وأن وجودها يسيء لوالدها ورجال قبيلتها لذلك أنتشر وأد البنات في ذلك الوقت ومن كانت تنجو من الوأد فهي لاتنجو في الغالب من الزواج المبكر أو أن يتم سبيها وزجها في بيوت الدعارة والفسق والعمل على خدمة قوم غير قومها ولها من المهانة والذل ماالله به عليم.
من أمثلة النساء الأتي كن من نسب وجاه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قبل زواجها من الرسول علية الصلاة والسلام، فقد كانت تاجرة ولها قوافل تخرج في رحلتي الشتاء والصيف وقد كانت تحظى بتقدير قبيلتها وتطاع فيما تأمر.
النساء في العصر الأسلامي في جزيرة العرب:
لقد تغير حال المرأة تغيرا كبيراً بعد إنتشار الإسلام فقد حظيت المرأة بتقدير عظيم ومكانة بارزة فبايعها الرسول على إتباع دين الإسلام بأن لاتشرك بالله شيئاً وأن تحفظ عرضها وبيتها، ونالت حقها في قبول ورفض الزواج وكذلك حقها من الأرث والتعليم لقد نالت حريتها كشخص بالغ مكلف له الحق بالأختيار.
الدين الأسلامي الحق كرم المرأة ورفع من شأنها وأي ممارسة يتم إمتهان المرأة فيها أو التعدي على حقوقها تحت لوأها فالأسلام بريء منها.

معايير الجمال عند النساء في جزيرة العرب قديماً:
نصح العرب قديماً بالمرأة الناعمة كحلاء العينين حمراء الخدين، مملوءة الساقين ملساء القدمين درماء الكعبين، ملفوفة الفخذين لمياء الشفتين ناعمة الاليتين رشيقة الخصرين، حالكة الشعر، غيداء العنق، ناهدة الثديين، ورغم اهتمامهم بالجمال المادي لم يهمل العرب الجمال المعنوي لدى المرأة، فإضافة إلى جمالها ومحاسنها وفتنتها، يأتي ذكاؤها وفطنتها وطلاقة لسانها وعذوبته وحياؤها وعفتها وكرمها، وغيرها من الصفات المعنوية الجميلة التي يفضلها البعض على الحسن والجمال الجسدي. (منقول)
لم يتبقى شيء ياعرب؛)
في كل ثقافة وحضارة تكون معايير الجمال مثالية ومرتفعة ولكن هذا لاينفي أن كل شخص له جماله الخاص به وكونه لم يرتقي لمعايير البشر أنه ليس بجميل، بل أن معايير البشر دائماً ماتكون ظالمة ومجحفة بحق الكثير.
طبعاً لايمكننا نفي تأثير المجتمعات على الأفراد ولكن أن تجتمع كل هذه الصفات بإمرأة واحدة ومن لاتملك هذه الصفات تعد غير جميلة،فيبدو لي أن المبالغة طغت كثيراً على مانقلته الكتب وذكره التاريخ.
كثير من معايير الجمال عند العرب تم ذكرها في قصائدهم ولاتغفلي عزيزتي عن أن عين المحب ترى مالانراه.
نساء الجزيرة العربية عرفن بجمالهن ولون بشرتهن المميز والذي لبيئتهن الصحراوية التاثير البالغ فيه، عرف عن نساء العرب بإهتمامهن بالجمال عن طريق الوشم وتفليج الأسنان والحرص على المجوهرات الكبيرة والمصنوعة من الذهب والفضة وكذلك حرصهن على تكحيل العين.

العناية بالجمال عند نساء العرب قديماً:
ككل نساء الحضارات القديمة يعتمد الأهتمام بالجمال على ماتقدمه طبيعة وبيئة تلك الحضارة.
أشتهرت نساء العرب بإستخدام الكحل والحناء والسدر وكذلك زبدة الغنم.
كحل الأثمد:
ينتشر إستخدام الكحل وصنعه من حجر الأثمد حيث يطحن حتى يصبح ناعما وتكحل به العين ويقال أنه يعمل على زيادة لمعان العين وكثرة الرموش.
الحناء:
تستخدم الحناء لتلوين اليدين والرجلين وكذلك لصبغ الشعر والحرص على تقويته وتغذيته.
زبدة الغنم:
تستخدم بعض النساء الزبدة في دهن الوجه واليدين لترطيبها.
المحلب:
يتميز المحلب برائحته العطرية وقد أستخدمنه نساء الجزيرة العربية بتعطير شعورهن.
الكدَّة
أعطت الطبيعة أعشابا لها رائحة زكية وخصوصا في وقت الربيع, ولعشق المرأة للتطيب والرائحة الجميلة, قامت بتصنيع العطر من بعض الزهور الربيعية, كعشبة الكدة التي تنبت عادة في الجبال, واستخدمته قديما كعطور لأجسادهن, وملابسهن.
الوشم
وهذا النوع من الزينة انقرض بتحريم الإسلام له، فقد كانت تخلط نبتة تسمى الغيلة مع الفحم وتسحن حتى ينعم, وتحشى في مكان وخز الجلد في الإبر حتى يدمي برسوم وتعرجات على الوجه وظاهر الكفوف.
وهناك الكثير من المواد والمعطرات التي كانت تصل للنساء عن طريق القوافل وكن نساء العرب سخيات بمايخص جمالهن والحفاظ عليه كعادة جميع النساء اليست هذه الفطرة التي فطرنا الله عليها وهي حب الجمال والسعي له؟.
اتمنى أن يكون موضوع ممتع لك كما أستمتعت بالبحث فيه وكتابته .
كوني بخير.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.