الجمال, تطوير الذات

الأهتمام يصلح ما أفسده الدهر

قبل خمس سنوات كان لقائي بها في زيارة لمنزلها في تلك الفترة سمعت ممن حولي أنها تعاني الكثير من المشاكل مع زوجها، بمجرد سؤالي لها عن حالها نطقت بسطور من الشكوى والتذمر من وضع زواجها وسوء علاقتها بزوجها والحقيقة أنها قبل أن تنطق تحدث مظهرها، فقد بدت لي أكبر من عمرها بما يتجاوز العشر سنوات و أضافة على ذلك ملابسها ومظهرها الغير مرتب وكنت قد دهشت كثيراً فهي تعلم بزيارتي ولم تهتم حتى بترتيب مكان الجلوس وعذرتها حين بدت تسرد لي شكواها فكم يجعل الألم وسوء الحال الأنسان يغفل عن كل التفاصيل حوله.

بعد مدة قصيرة من زيارتي لها سمعت من أحد أقاربي أنها حصلت على الطلاق وغادرت الى منطقة أخرى فتواصلت معها وتبينت الخبر منها وبعد فترة قل تواصلنا حتى أنقطعت أخبارها، في فترة العيد هذه السنة ألتقيت هذه السيدة بمناسبة جمعتنا ورؤيتي لها هي الدافع والمحرك لكتابة هذه التدوينة، فقد كانت شخص مختلف عن الشخص الذي رأيته قبل خمس سنوات بشرة ناعمة وشعر صحي وطويل وقوام ممشوق وبريق عيناها ينبض بالحياة فأيقنت أن الخروج من العلاقة المسمومة كالخروج من الموت للحياة وأن الأهتمام يصلح ماأفسده الدهر وأن العمر مجرد رقم أمام رغبة الأنسان بالتطور والتقدم وإصلاح حياته.

الحقيقة أني لأحظت وعايشت الكثير من الحالات التي تغير حالها للأحسن بعد تعرضهم لمواقف كبيرة ومؤلمة ولعلي أذكر قصة قريبتي من الدرجة الأولى وهي سيدة في الستين من عمرها تعرضت لمشاكل في العظام والأعصاب وكان الدواء الطبي لم يؤتي أي ثمار في رحلتها العلاجية فكان لابد أن تخضع لعملية جراحية فرصة نجاحها قليلة، لم ترغب خوض تجربة إجراء العملية ولم ترغب أن تسير في طريق الأدوية الكيميائية ولا أن تظل تحتمل الألم، فنهضت بكل همة وأخذت تبحث عن بديل فخضعت لنظام غذائي صارم وخففت من وزنها وغيرت من عاداتها فأصبحت تمشي على قدميها وتقوم بما يقوم به الشباب وأكثر، بل أنها تتمتع بنشاط وحب للحياة يفوق الشباب ومن هم أصغر منها.

كمية الجمال الذي تضيفه الأبتسامة

العمر مجرد رقم:

كثيراً ماأسمع من نساء في مثل عمري لم يتجاوزن الاربعين ومع ذلك يرددن على السنتهن لقد هرمنا وكبرنا ومسؤولياتنا زادت ولا نجد الوقت للأهتمام بأنفسنا بل أننا لم نعد نرغب بذلك ويستسلمن لروتين الحياة بكل أريحية، إن هذا النمط من التفكير يجعل معظم النساء عاجزات ومتهاونات في حق أنفسهن فيسير بهن قطار الحياة وهن منغمسات في خدمة غيرهن وإبداء الآخرين على أنفسهن فيستيقظن بعد أعوام على مرض أو خسارة فيبدأن تجرع ويلات الندم والتآنيب.

العمر ليس له علاقة بما يجب أن تعيشينه أو كيف تعيشين بل هو نمط تفكيرك تجاه نفسك ومن حولك، أعرف أن معظم النساء العربيات ظُلِمن في طريقة تربيتهن ومن بيئتهن فقد تربين على أن يثبتن انفسهن بتضحياتهن تجاه الغير وحسن تدبيرهن لرعيتهن وهذا بحد ذاته ليس خطاء ولكن الخطاء يكمن في أن تعلمن أن ينسين أنفسهن عند الغير.

أياً كنتِ تبلغين من العمر الآن فبإمكانك البدء من جديد ولا تستمعي لأي حديث سلبي فمن سنن الحياة أن نتطور ونتغير ونتقدم.

مافات قد مات:

إن أول صراع ستخوضينه في رحلة التغيير هو صراعك مع الماضي وماحدث فيه وهذا الصراع مؤلم ومزعج وليس بالأمر السهل تجاوزه فالماضي الذي نتحدث عنه هو جزء من حياتنا وهو سبب مانحن عليه الآن ولكن الخبر السعيد أن كل شيء في هذه الحياة قابل للإصلاح والتعديل أو الإزالة، ومايأتيك من الماضي فهو إما لثنيك عن التقدم أو لمساعدتك في التطور! كيف يتم ذلك؟ سأخبرك عزيزتي..الذكريات التي تمر عليك للألم غرضها أن تتفحصيها وتعرفي الرسالة من ورائها حتى لاتقعي في الخطاء مرة أخرى وعندما تفعلين ذلك فهذه ذكريات من الماضي لمساعدتك أما أن تقفي بحسراتك وندمك وتشتعل نار البغض والحقد في قلبك وتظلين تكررين الذكريات وتتكرر معها المشاعر السيئة فهذه ذكريات لمنعك من التطور. قد تكوني لاحظتي أن في كلا الحالتين الفيصل هو ردة فعلك.. نعم فردة فعلك هي إختيارك وأنتِ من يقرر كيف يريد أن يؤثر به الماضي

من أين ابدأ؟

ابدأي من حيث تتألمين أكثر.

ماهي النقطة التي تؤلمك أكثر هل هي في شخصيتك أم مظهرك أم علاقتك بالغير…الخ؟؟

ابدأي بهذه النقطة أبحثي فيها طوريها وأتخذي القرارات تجاهها جربي وجربي حتى تصيبي المهم أن تستمري في نيتك الطيبة للتقدم والتطور إستمري ولابد للثمار من أن تظهر.

أهتمي بأدق التفاصيل وتحلي بالصبر تجاه التغيير واقرأي في قصص الناجحين والناجحات، كوني شعلة التحفيز لنفسك أوجدي منافسك(اقرأي هذه التدوينة ستفيدك بإيجاد منافس لك) حققي نجاحك الخاص الذي يحمل بصمتك ويزين فصول قصتك.

تذكري:

الأهتمام بالمكان يزيده جمال ونظافة.

الاهتمام بالروح يزيدها قرب من الله

الأهتمام بالحبيب يزيد العلاقة آلفة ومحبة

الأهتمام بالنفس سر النجاح والقوة والحصول على كل ماسبق. فحتماً من يهتم بنفسه تلقائياً سيهتم بكل مايحيطه وينفعه دون إفراط أو تفريط.

تذكري دائماً إن هذا اليوم منحة تستحق التقدير فلا تجعلي الكسل والأحباط وذكريات الماضي تسلبك حقك في أن تعيشيه لنفسك.

كوني بخير

رأي واحد حول “الأهتمام يصلح ما أفسده الدهر”

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s