قد يخطر على بالك سؤال وأنتِ تقرأين العنوان وهل هناك فرق بين العزلة والأنطوائية؟ اليس كلاهما تعني أنك شخص غير إجتماعي ولاتحب مخالطة الناس؟.
قد يبدو للجميع أن العزلة والأنطوائية تحمل المعنى ذاته ولكن الحقيقة غير ذلك، لتبسيط المفهوم العزلة إختيار والأنطوائية سمة في الشخص.
ولتركزي بهذه المعلومة من يختار العزلة هو شخص إجتماعي، ومن يركن للأنطوائية هو شخص يغلب عليه الأنطوائية لأنها أحد سمات شخصيته.

ماهي الأنطوائية؟ ومتى تصبح أحد سمات الشخصية؟
الانطوائي هو شخص يحب قضاء وقته بمفرد، أن يفكر وحده لكن ليس بالضرورة كل الانطوائيين خجولين فقد يكون الانطوائي مرتاحا في علاقات التواصل المباشر مع دوائر قريبة منه جدا، لكنه يميل إلى قضاء الوقت بمفرده لتنشيط نفسه، للاهتمام بذاته الداخلية، حتى لو كان ذلك على حساب حياته الاجتماعية، فهو يتخلى عن الحياة وصخبها كثيرا بإرادته، فعندما يعرض شخص ما على شخص انطوائي أن يتنزها سيرد الانطوائي بتفضيله لعمل عقلي، كالقراءة مثلا أو ما نحوها وليس لديه مشكلة في إعادة جدولة الموعد والالتزام به.
كما أن الأنطوائية سمة في الشخصية تظهر منذ الطفولة فليس كل الأطفال يندمجون بشكل تلقائي في مجموعات وتجدينهم لا يفضلون الجماعات ومعظم الأنطوائيين يميلون لأن يصبحوا قادة في المستقبل.
الأنطوائي يشحن طاقته بالبعد عن الناس فتجدينه بعد كل إجتماع مع الناس يميل للجلوس بمفرده لبعض الوقت حتى يستعيد طاقته.
تعد الأنطوائية خطيرة إذا أدت بالشخص لإعتزال الناس والتوقف عن ممارسة حياته وهذه الحالة تحدث غالبا بعد صدمة وذلك لأن الأنطوائي أكثر حساسية من الشخص الإجتماعي.
معظم المبدعين شخصيات إنطوائية بفطرتها وذلك للتركيز على إبداعهم.

ماهي العزلة ومتى تكون العزلة مضرة؟
الشخص المنعزل هو شخص في فطرته إجتماعي ويحب مخالطة الناس ويميل الشخص إلى العزلة إذا كان شخص لديه حساسية مفرطة تجاه أراء الناس وطبيعة نظرتهم له فالشخص الذي ينال رضاه عن نفسه من رضا الناس عنه يتأثر كثيراً باآرائهم وحديثهم.
يعتزل الشخص الناس بعد تلقيه لصدمات كثيرة أدت لتشويه صورته الذاتية عن نفسه وتكون العزلة كردة فعل منقذة له من التآثر بمن حوله وغالباً وفي معظم الحالات الشخص المنعزل يرمم ذاته وتزيد ثقته بنفسه بعد العزلة لأنه خضع لمواجهة نفسه.
تسمى العزلة بهذا الأسم عند إعتزال من تعرفيهم من البشر وغالبا تكون إبتعاد وأنعزال عن الأقربين والمؤثرين في حياتنا.
هنا ذكرت متى تحتاجين للعزلة.
ايضاً العزلة حالة إختيارية أنتِ من يقرر متى يعتزل وكيف يعتزل.
العزلة مفيدة لبعض الوقت فهي تعيد ترتيب الألولويات في حياتنا وتكون مضرة إذا قتلت الحياة في داخلك وتحولت إلى عدم متعة وظللتي حبيستها لا تستطيعين الخروج منها وقد تتحول الى حالة إكتئاب، لذلك قبل أن تنوي العزلة أعرفي مدى أحتياجك لها ومالنية من خوضها وتقبلي آلم المواجهة مع الذات وتحملي مسؤولية نفسك وترميم ذاتك.
لاحظنا في فترة جائحة الكورونا كيف أن إعتزال الناس بعضهم لبعض أثر عليهم فالبعض أنطلق نحو النجاح من عزلته والبعض هوى نحو القاع من عزلته.
يظل كل شيء له جانبان سلبي وايجابي وأنتِ من يختار أي طريق يسلكه.
كوني بخير.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.