لا تفشي أسرارك

لا أعتقد أنه يوجد أم لم تقدم هذه النصيحة لأبنائها، لاتفشي أسرارك فيضرك الآخرون بما يعرفونه عنك، أترك أسرارك في قلبك فليس على الناس معرفة كل شيء.

هناك مقولة تقول ((لاتفشِ سرك لعزيز فلكل عزيزٍ عزيز))

هل سألتي نفسك يوماً ماهو السر؟ لماذا يكون سراً ؟ هل فعلاً هناك أسرار؟

إن كل مايتم إخفاءه بحرص يسمى سراً ودائماً مايكون السر شيء يُخشى إتخاذ ردة فعل سيئة تجاهه لذلك يتم إخفاءه، كأن يعرف أحدهم سرك فيفضحك أو أن تشعري بشعور سيء كالخجل والعار كردة فعل على إنكشاف سرك.. وما إلى ذلك من نتائج.

هل هناك أسرار؟

إجابة هذا السؤال فلسفية بعض الشيء فهناك من قال ان ماتخفيه تظهره الأيام أي أنه لايوجد أسرار، كما تذكر كثير من القصص أن كل صاحب سر ينكشف أمره ولو بعد حين فدائماً مانشاهد في الأفلام والمسلسلات ذلك الممثل الذي يخفي سراً فنجده في نهاية الحلقات وقد ظهر مايخفيه وعرف الناس عنه مالم يود أن يعرفوه.

إن طبيعة النفس البشرية الفضول والبحث عن كل ماهو مخبئ ومستور، لهذا السبب تُكشف الأسرار كما أن كثير من الناس لم يتعودوا على إحسان الحديث عن أنفسهم ولا عن غيرهم، فيصبح الحديث في أي شيء ولأي سبب أهم من تقييم الموضوع وحفظ السر وأمانة نقل الخبر، إن كثرة الحديث شهوة من شهوات النفس الإنسانية وهو البوابة الأولى لكشف خباياها ونثر أسرارها لذلك كان الصمت مهارة يجب إتقانها.

للأسف في مجتمعنا اليوم يتنافس الناس في كشف أسرار بعضهم البعض ونشر الفضائح والتسويق لها إنسياقاً للشهوات الشيطانية المصدر والتي غرضها تفكك المجتمعات وإنهيار القيم.

هل هناك أسرار؟ نعم إذا تعلمنا أن نتعايش مع بعضنا البعض بإحترام ومودة وننشغل بإصلاح أنفسنا ونتوقف عن الحكم على الآخرين وعن البحث عن أخبارهم وفضول التطفل على حياتهم.

لا تفشي أسرارك(أسرارك مسؤوليتك)

قبل أن تتحدثي عن نفسك فكري فيما ستقولين وتذكري أن ماتودين إخفاءه هو مسؤوليتك لذلك أحسني لنفسك وفكري فيما ستقولين وآمني بأن ماضاق صدرك عن حمله فحتماً صدر غيرك أضيق وتذكري أن الناس يصدقون ماتقولينه عن نفسك ويعاملونك بناء عليه وهنا تتجلى عظمة المسؤولية التي تحملينها تجاه نفسك، لا صديق ولا قريب يمكنك ضمانه وضمان صمته.

إن نشرتي أسرارك و أخبرت عن مالم ترغبي أن يعرفه الناس عنك فأنت من سيتحمل ضريبة هذا الفعل لا أحد سواكِ.

تعلمي مهارة الصمت وتعلمي مهارة إدارة الحوار ولا تسمحي لأحد في إختراق حدود أنتِ وضعتيها لنفسك.

ماذا أفعل إن أكتشف الناس أسراري؟

إن ما نبالغ في إخفاءه سيسهل إنكشافه ولو حرصنا في بعض الأحيان.

أسالي نفسك ياصديقتي هذه الأسئلة وأجيبي عنها بصدق مع نفسك.

مالضرر العائد علي من أكتشاف أسراري؟

مالشعور الذي أشعر به بعد إكتشاف أسراري؟

إذا كان الضرر غير كبير والشعور يمكن تجاوزه فتذكري أننا معرضين دائما للوقوع في الخطاء وعليكِ حينها أن تغفري لنفسك وتبدأي من جديد فهذه رسالة على أن تصوني ذاتك وتقدريها أكثر.

أما إن كان الضرر المتوقع كبير عليكِ البحث فورا عن حلول واللجوء لذوي الإختصاص حسب الحالة.

في بعض الأحيان يُكشف السر عن طريق أناس يرغبون في آذيتك وهذا وارد فهناك نفوس شريرة وأشخاص مهمتهم آذية غيرهم، خذي حذرك قدر الأمكان، لا تخافي من إتخاذ الحزم تجاههم.

تحرري من أسرارك:

إن أسرارانا التي نخشى إنكشافها هي بمثابة قيود بأيدينا لذلك عليك إقناع نفسك دائماً بأن تتقبلي كونك بشر يخطئ ويصيب وأن ماتحرصين كثيرا على ستره قد ينكشف دون حولٍ وقوة منك.

لا ترفعي سقف توقعاتك من البشر ولا ترفعي سقف توقعاتك من نفسك فقد تخطئين وتفشين سرك بنفسك في لحظة ضعف لذلك كان علينا دائماً أن نتحرر من الشعور بالعار والذنب تجاه أنفسنا وتقبل ما قد تؤول إليه الأمور.

أخيرا توكلي على الله دائماً وأبداً فالحياة قصيرة جداً و تعلمي مهارات الصمت ولعلي اختم ببيت شعر يعجبني كثيراً للأمام الشافعي يقول فيه:

وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ

إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ

كوني بخير 🙂