تطوير الذات

هل تحسنين التعبير عن نفسك؟

نظن في كثير من الأحيان إننا نحسن الحديث عن أنفسنا وأننا دائماً مانضع أنفسنا في موضعها الذي تستحقه، وما أن نسمع إنطباع أحدهم عنا نستنكر ونتسأل على أي أساس بنى حكمه.

95% من البشر تبني أحكامهم عليك من كلامك عن نفسك فهل تحسنين التعبير عنها؟

إن حديثك عن نفسك أمام أي شخص يتم تصديقه على الفور فلا أحد يعلم عنكِ أكثر منكِ.

حديثك عن نفسك أمام الآخرين:

طبيعة الأنسان وفطرته أن يحاول دائماً تحسين نفسه والظهور دائماً بالمظهر الذي يليق به أو مايرى أنه يليق به، فلايمكن لأنسان أن يغضب عند مدحه أو الثناء عليه بينما قد يتحطم مشاعرياً عند ذمه وكلنا يعلم قوة الكلمات الجارحة ومدى آلمها ووقعها السيء على النفس.

جربي أن تسألي طفلاً عن نفسه وأنصتي للإجابة 🙂

في حديثك عن نفسك أمام الآخرين تجنبي أن تذكري مساوئك ودائماً قدمي أجمل مافيك قولاً وفعلاً.

تجنبي أيضاً الحديث عن مدى قوتك وكيف تعالجين أمورك خصوصاً في اللقاءات السطحية مع الناس فهذا يوحي بالعكس ولو كان صحيحاً.

حاولي دائماً أن تكوني المستمعة أكثر من المتحدثة.

عبري عن نفسك بإظهار الثقة بالذات دون غرور أو تفاخر.

ليس من اللائق التباهي بالماديات ودليل على مدى فراغ عقلية المتحدث.

إبتعدي قدر الإمكان عن الجدالات والنقاش الغير مفيد.

إقراي موضوع لا تفشي أسرارك.

المزاح والتعبير عن النفس:

هناك الكثير من الجد في المزاح، يأخذ الناس مزاحنا عن أنفسنا بنوع من الجدية والأهمية لبناء الحكم النهائي علينا، حتى وإن كنتِ من الشخصيات خفيفة الظل والتي تحب المزاح قدر الإمكان تجنبي مزحك عن نفسك وليس هنا الغرض المهم أن يحكم الناس عليكِ بل أيضاً أنتِ تتأثرين سلبياً بهذا المزاح فالعقل لايفرق بين المزح والجد ويعتبر هذه المزحة حقيقة.

لقد رأيت أكثر من شخص عاقل ومتزن وحكيم ولديه مواقف عظيمة ولكن للآسف من حوله لم يقدروه حق قدره وذلك لأنه يكثر الحديث عن نفسه بالمزح والتهريج بغية إضحاك الحاضرين، تذكري الناس لاترى إلا ماتسمحي لهم برؤيته.

إسمك وعلاقته بالتعبير عن نفسك:

أعرف أننا لم نختر أسامينا وأن هذه المهمة قام بها والدينا وهذا الأسم فُرض علينا ولكن ماعلاقتك بهذا الأسم؟ هل أنتِ متقبلة إسمك أم أنه لايعجبك؟

يقال أن لكل من إسمه نصيب طبعاً هذا النصيب يحدده المجتمع بقبوله هذا الأسم أو نبذه، فهناك الكثير ممن تعرضوا للتنمر بسبب أساميهم وهذا ماجعله يمقت ذاته ويكرهها ولا يؤتيها قدرها من التكريم، فتجده لايحسن التعبير عن نفسه لأنه لايتقبل إسمه أبداً وبصراحة أسمك سيؤثر سلباً عليكِ إن لم تتقبليه.

أحد أقربائي سماه جده لأبيه بإسم شخصية من الرجال القدماء الذين تفتخر بهم القبيلة تيمناً بأن حفيده سيصبح مثل هذا الرجل ولكن الأسم لايناسب عصرنا ولا جيلنا أبداً يقول قريبي هذا أنه يتحرج كثيراً من أسمه وعندما بلغ سن الحصول على بطاقة شخصية بادر بتغييره لإسم جميل ومتداول في هذا الزمن ومن بعدها بدأ يشعر بالفخر وهو ينطق أسمه.

كذلك أذكر أحد زميلاتي التي بادرت بتغيير إسمها قبل الزواج فقد كانت تحمل إسم جدتها لأمها وكانت تشعر بالعار من نطقه لزمن طويل.

إن مسؤولية إختيار إسم للأبناء مسؤولية عظيمة فلنحسن آدائها.

إن كنتِ تظنين إن إسمك سبب يؤهلك للتعبير عن نفسك بدونية فالحقيقة أنكِ مخطئة لاشيء يبرر لكِ أن تنزلي من قدر نفسك قيد أنملة فكل من حولك وطبيعة كل البشر أن تقدر من يقدر نفسه، وبصراحة إن كان إسمك يزعجك فلما لاتبادري لتغييره فنحن في زمن متاح فيه كل الخدمات وبسهولة، المهم أن لايكون سبب يجعلك تزدرين نفسك أو تكرهين والديكِ بسببه.

أعرف أن الوصول لمرحلة التصالح مع الذات وتحسين حياتك يحتاج مجهود وصدق مع النفس لكن لاتيأسي أبدا فاأنتِ قادرة دائماً على التعديل والمضي قدماً بقوة، اتركي الماضي خلفك وتوقفي فوراً عن أي ممارسة تسيء لنفسك ولمقدار قبولك لها، استمري وإن وقعتي أو فشلتي إستمري في التحسين والتعديل.

بعد كل هذا الكلام ولعلها الفقرة الأهم وهي حقيقة وإن لم نقبلها فمدى تقديرك لنفسك وإحترامها أهم بمئة مرة من حكم الناس عليكِ فاابدأي من الداخل وأهتمي بنفسك وأغلقي أذنيك عن حديث الآخرين فلانفع ولاضر باأيديهم كل مشاكلنا تبدأ من تفكيرنا ورؤيتنا لأنفسنا.

كوني بخير

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s