منذ زمن طويل وأنا أحب قراءة الروايات وأستمتع بها و أعيش تلك المشاعر الجميلة حين قرأتها والحقيقة أن كتب الروايات أضافت لي معلومات كثيرة فما أن تثير معلومة فضولي تجدينني أهرع للبحث والقراءة في مجالات متعددة، كنت قد أنهيت مجموعة من الروايات للكاتب الشهير دوستويفسكي وطبعا معروف عمق كتاباته وغوصه في أعماق النفس البشرية ورغم كآبة كثير من قصصه إلا أن ذلك الفضول هو مادفعني للتعمق في علم النفس ومجال تطوير الذات، فسؤال لماذا يحدث ذلك ولماذا ذاك الشخص يتصرف بتلك الطريقة؟؟ دائماً مايدفعني للتحليل والتدقيق والبحث أضف لطبيعة شخصيتي شخصية الENFJ وهي ماظهر لي مرارا بعد أداء الإختبار الشهير.
يمكنك أداء الإختبار من هنا لتعرفي شخصيتك.
بعد إنتهائي من قراءة الروايات قررت الكتابة عن هذا الموضوع والإجابة على سؤال مالفائدة من قراءة الروايات؟.

من هو الروائي وكيف بدأت الرواية؟
يعرف الروائي من معجم اللغة العربية بأنه كاتب أو مؤلف الرّواية، وهو أديب متخصِّص في تأليف الروايات والقصص الطويلة المبنية على الواقع أو المستوحاة من الخيال.
أما الرواية فهي سلسلة من الأحداث تُسرد بسرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة، كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث، والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذية الأحداث.
كل ماحولك هو رواية تروى وقصة تُقص فكل ماحولنا من أحداث واقعية وحقيقية يمكن أن تصبح رواية.
عندما كتب الأديب الإسباني ميخائيل دي ثربانتيس روايته الشهيرة “دون كيشوت” في مطلع القرن السابع عشر، لم يكن يعلم أنه بذلك يؤسس لنمط جديد في السرد الأدبي يقوم على سرد الواقع اليومي المعاش، وأن هذا النمط الجديد الذي ابتكره بشكل عفوي سيصبح بعد ذلك علامة فارقة تدل على نقلة نوعية في الذوق والوعي الأوربي.
يكاد ينعقد الإجماع على أن الرواية بصورتها التي نعرفها الآن كانت قد ظهرت في المجتمع الأوروبي الحديث، فهي بذلك تعد الأسلوب الذي عبّر من خلاله المجتمع الحديث عن قيمه ونمط عيشه، إلا أن الآراء التي تناولت تفسير أسباب نشأة فن الرواية تحديداً في العصر الحديث كانت قد بلغت من الكثرة إلى حد التعارض فيما بينها، لتظل الإجابة على سؤال “كيف نشأ فن الرواية؟” مفتوحة على احتمالات عديدة، خاصة وأننا نتحدث عن ضرب من الأدب والفن، وبالتالي فإن تعيين عوامل مادية لنشأة الفنون عامة والرواية بشكل خاص يعد مجهوداً شائكاً منذ البداية، وغاية ما تفعله النظريات والمقاربات هو تقديم تفسيرات محتملة للنشأة بأثر رجعي.
أنواع الروايات:
الرواية الرومانسية العاطفية:هي الرواية التي تغلب عليها قصص الحب والمثالية، ولا تلفت إلى مشكلات المجتمع أو الحكم أو المشكلات السياسية الأخرى. وتقوم عقدة الرواية على المغامرة العاطفية، وتتابع الأحداث فيها يعبر عن القلق الوجداني الذي يحيط بأبطال الرواية لكي يتم الوصول إلى تبادل العلاقة المثالية من الحب والغرام.
الرواية البوليسية: يُطلق عليها رواية الجريمة، قوامها التشويق والإثارة حيث تُقدم الرواية في صورة ألغاز الجريمة التي يسعى القارئ حلها طوال قراءته للرواية أو مشاهدته لها بالبحث عن المجرم من خلال تتبع أحداث الجريمة.
الرواية التاريخية: هي رواية الماضي لأنها دائماً ما تقص أحداث وشخصيات عظيمة وأبطال شهدتها العصور السابقة. فالرواية التاريخية هي توثيق الصلة بالماضي، والتاريخ له أدب مستقل بذاته والشخص الذي يقوم بسرد التاريخ معروف بالمؤرخ. وبالاستناد إلى التاريخ يمكن لمؤلفي الأجناس الأدبية المختلفة اقتباس شخصيات لها علامات بارزة وأحداث هامة تكون مادة لعملهم الأدبي ألا وهو الموضوع الذي تدور حوله الرواية. وهناك نوع آخر من الرواية التاريخية والذي يعرف باسم الرواية التاريخية الشعبية مثل: ألف ليلة وليلة. والنمط الآخر متمثل في الرواية التاريخية التعليمية، فالتاريخ ليس فقط عرضا لتراث السلف وإنما تربية النشء بتعليمه المبادئ ذات القيم الحميدة التي كان يقتنيها الأجداد.
الرواية التاريخية تعطي صورة كاملة عن حياة مضت وبيئة وحضارة قد تكون أندثرت أنها نوع فاخر من الذكريات عن أزمنة ولت.
الرواية السياسية: الرواية السياسية تناقش القضايا السياسية الموجودة على الساحة، ويكون ذلك إما بشكل مباشر أو غير مباشر لموضوعات عن طريق استخدام الرمزية. ودائماً ما يكون هناك صراع مع أنظمة الحكم والمعاداة لهم حيث يحاول البطل بكل ما لديه من طاقات يسخرها لكي يتغلب على هذا الصراع.. وغالباً ما يفشل في مكافحة هذه السلبية الظالمة.
الرواية الواقعية:هي سرد لقصص لأشخاص واقعيين وأحداث حقيقية من خلال الأساليب الدرامية للرواية. وغالباً ما تهدف إلى تغيير هذا الواقع الذي يقدمه مضمون الرواية لخدمة المجتمع وإصلاحه بتدعيم القيم الإيجابية والطاقات، وذلك بتقديم نماذج إنسانية متعرضة للأزمات. توجد أنواع عديدة للرواية الواقعية: واقعية نقدية، واقعية تحليلية، واقعية جديدة، واقعية رمزية، واقعية فلسفية.
الرواية الرخيصة والتي لاقيم فيها: كروايات الرعب وروايات خاصة لإثارة الشهوات وروايات تحكي عن الخوارق التي لا إثبات لها ورغم كثرة قراء هذا الصنف من الروايات فإنها لاتقل عن كونها بؤرة إفساد لهدم القيم.
الرواية النفسية:وهنا يقدم البطل أفكارا ومشاعر ودوافع وأحاسيس الشخصيات، وكل هذه العوامل مصدر اهتمام للقارئ بدرجة مساوية أو أن تتفوق على الأفعال والأحداث الخارجية للرواية. بل وهذه الأحاسيس الداخلية هي التي تؤثر وتحرك الأحداث الخارجية.
رواية السير الذاتية: وهي التي تركز على حياة فرد في فترة صغيرة وسلوكه الاجتماعي والأخلاقي حتى بلوغه وكبره.
لماذا نستمتع بقراءة الروايات؟
تجتمع في الرواية مجموعة من العوامل تدفع القارئ للاستمتاع بها مثل:
متعة السرد: يحقق المتعة من الرواية منذ قديم الأزل لأي شخص ينصت لها أو يقرأها.
متعة التخيل: المتعة مرتبطة بكلمة الرواية والتي تأتي للإنسان من خلال «التخيل»: متعة التخيل للأحداث، متعة التخيل للشخصيات، متعة التخيل للوصول إلى المجهول.
متعة اللغة: استخدام الكاتب لأدواته الفنية من اللغة والمتمثلة في العناصر اللغوية المتعددة من التصوير والاستعارات والكنايات والبلاغة وغيرها من الأدوات اللغوية الأخرى.
متعة الإيهام بالحقيقة: فالكتابة الناجحة من مقوماتها توافر عنصر الصدق وكأن الرواية واقعية تشبه مجريات الحياة التي يعيشها الإنسان أو التي يجد غيره من حوله يعيشها بالمثل.
المتعة الشعورية: والمتمثلة في التشويق والإثارة، التشويق والإثارة في الرواية يشبهها الأيام العصيبة والأيام الجميلة في حياة الإنسان، وبدون هذا التباين والتناقض فلن يستطيع معرفة كل نوع من المواقف التي يتعرض لها سواء التي تجلب له السعادة أو التي تحمله على التعاسة والإحباط.
الحياة ليست كلها حلوة: ومن هنا تستمد متعتها وكذلك الرواية التي تعكس واقع الإنسان فهي تستمد متعتها من الإثارة والتشويق التي تقدمها للقارئ.
مالفائدة من قراءة الروايات؟
بعد أن تحدثنا عن الرواية وأنواعها حان دور الإجابة عن هذا السؤال، إن الفائدة تتركز في إختيار نوع الرواية التي ستقرأينها ولمن ستقرأين ومدى إقتناعك وتصديقك لما ستقرأين، فالروايات ليست مصدر للحقيقة دائما وخصوصاً أن من يكتب الرواية يتأثر بعدة عوامل منها البيئة التي نشأ بها والظروف التي مر بها وكذلك نظرته للحياة وقناعاته تجاهها لذلك قد تكون الروايات إشارة لحقيقة ما ولكنها ليست الحقيقة الكاملة، كما ذكرت في الأعلى أن الرواية تقدم قيمة الإستمتاع وإثارة التخيل وهذه قيمة ترفيهية نحتاجها جميعا بالإضافة لأن بعض الروايات بمثابة فيلم وثائقي عن حقبة أو حدث معين يثير فضولك فتجتهدين للبحث فيه.
إن كنتِ تبحثين عن علم حقيقي ويتكئ عليه فليس في كتب الروايات يتوفر طلبك ولكن إن أردتي أن تستمتعي وتأخذي فكرة عن أحوال تلك الأزمنة التي عاشها الكاتب فالرواية إختيار جيد.
أنا شخصياً من عشاق الروايات وأي سرد قصصي وأعتبر الرواية من الهدايا الجميلة التي وهبناها من الأدب والفن في مختلف المدارس العالمية.
قرأت الكثير من الروايات لكتاب عرب وأعاجم ومازالت أحداث الروايات التي قرأتها تتجول في مخيلتي حين إستدعائها.
أحببت مشاركتك حبي لهذا الفن في هذه التدوينة والحديث عن مانحب من أجمل مانكتب.
كوني بخير:)