تطوير الذات

الحب لمن يستحقه وليس للحبيب الأول

نقلْ فؤادكَ حيثُ شئتَ من الهوى** ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ

كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى **وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ

أبوتمام

البداية كانت من عند أبو تمام وهو شاعر عربي من مواليد سنة188هجري، لينتشر مفهوم أن الحب لايكون إلا لأول حبيب ولا أعلم لما جزم أبوتمام بهذا قد يكون مقصده مشاعري بالدرجة الأولى فاأول تجربة في أي أمر شعورها يكون مختلف.

ماهو الحب في العلاقات؟

يُعرّف الحب على أنه إحساس عظيم وقويّ يشعره المرء اتجاه شخصٍ ما، الأمر الذي يجعله ينجذب له عاطفيّاً بشدّةٍ ويتأثر به، فيرغب في مُشاركته جميع لحظات حياته والبقاء معه للأبد، وهو شعور جميل يرى فيه المرء شريكه في غايةً الأهميّة بالنسبة له ويجعله أحد أولوياته.

في علم النفس يكون الحب ظاهرة مُميّزة تجعل الأشخاص ينجذبون لبعضهم تحت تأثير هرمونات مُختلفة كالدوبامين الذي يُصدره الدماغ، والذي بدوره يجعل المرء مُتعلّقاً بشريكه أكثر، ويزيد من حماسه وإثارته ونشاطه، وإحساسه بالحيويّة التي قد تُفقده القدرة على النوم بسبب كثرة التفكير بالشريك، فتظهر عليه علامات التوتّر، وانخفاض الشهيّة، والأرق، والانزعاج أحياناً، وقد يتطور الأمر لدى البعض ليُصبح إحساساً بالعشق والجنون الذي يُرافق حالات الانجذّاب والتعلّق الشديد بهذا الشخص وكثرة التفكير به، في حين قد يصل هذا الحب لمرحلة الارتباط التي تُعد من المراحل الساكنة التي تنتج عن العلاقات المُستقرّة طويلة الأمد التي يتشارك فيها الطرفين المشاعر ويتجاوزون المراحل السابقة ويصلون إلى الشعور بالاكتمال والسعادة بوجود الطرف الآخر في حياتهم فيُحافظون على بقائه فيها، ويجتهدون لدعم العلاقة وجعلها مُستقرّة وصحيّة وناجحة.

سوء العشرة والحب:

قد يحدث الحب والإرتباط وبعد هذا تبدأ الحياة بين الطرفين تصبح أكثر واقعية وجدية فتتدخل قناعات الشخص وسلوكه بشكل معاكس فتدمر هذه العلاقة بما يُعرف بسوء العشرة فتنشب الخلافات بين الطرفين وتختلف وجهات النظر وقد يصل الموضوع للإنفصال فيبقى التعلق العاطفي موجوداً بينما تنتهي العلاقة وتصبح ماضياً.

هل يولد حب جديد؟

إن نهاية علاقة لايعني أن الحب لن يظهر مرة أخرى في حياتك، وظهور حب جديد بعد تجربة مريرة لن يكون بحجم الحب الذي ظهر في العلاقة الأولى فغالباً سيكون العقل متدخلاً في هذه العلاقة وهنا يكمن الوعي بأن تأخذي حذرك قبل تسليم قلبك لحبك الجديد ولعل هذه ردة فعل طبيعية من عقلك لحمايتك من تجربة أخرى تبدأ بنفس الشعور شعور الحب.

لكِ الحق في ولادة وظهور حب جديد في حياتك ولك الحق في التجربة مراراً وتكراراً، إن نجاحك في علاقة حب جديد ستساهم في نسيانك لماضي حبك الذي أنتهى وهذا يعتمد على وجود قناعة الحب لمن يستحق وليس للأول.

إن قناعاتنا ومخاوفنا تلعب دور مهم في علاقاتنا لذلك تذكري أن الحياة وافرة الفرص وأن مامضى مضى لأنه لم يعد نافعاً لكِ ولو فيه خير لبقى.

يأتي الحب كشعور أول في العلاقة يكتمل بحسن العشرة ودوام الألفة، الحب دائماً موجود في داخلنا ومادمنا قادرين على فتح قلوبنا للحياة فنحن قادرين على الحب دائماً.

هنا سأختم برد الشاعرالعلوي الأصبهاني على أبو تمام :

دع حب أول من كلفت بحبه** ما الحب إلا للحــــــبيب الآخر

ماقد تولى لا ارتجاع لطيـبه** هل غائب اللّذات مثل الحاضر.

كوني بخير:)

رأيان حول “الحب لمن يستحقه وليس للحبيب الأول”

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s