تطوير الذات

كيف أضع خطة أسبوعية مليئة بالإنجاز؟

نشتكي كثيراً من مضي الوقت وكثرة المسؤوليات الواجب علينا إنجازها، كثيراً مانردد أن الوقت يمضي بسرعة وأنه أصبح خالٍ من البركة وأن المشتتات تستهلكنا وأيضاً لا نملك القدرة على التركيز في ظل فوضى حياتنا وكثرة مايُطلب منا.

نشتكي ونشتكي وننسى أن لكل مشكلة حل وذلك لأن للشكوى لذة خاصة تُريح ضمائرنا قليلاً.

إن ترتيب حياتك وحُسن إدارة وقتك هي مسؤوليتك وهي إختيارك لذلك إن كنتِ ترغبين أن تصبحي في صفوف المنجزين فعليكِ أن تتعلمي كيف تخططين لكل عمل تريدين إنجازه خلال اليوم، في تدوينة اليوم سأستعرض معك إحدى الطرق لحل مشكلة ضعف الإنجاز وهي مهارة التخطيط الأسبوعي أقول مهارة لأنك لو أتقنتي التخطيط واصبح مهارة لديكِ فكثير من الأمور ستترتب في حياتك تلقائيا وستصبحين أكثر إنجازاً خلال اليوم، الأسبوع، الشهر والسنة.

التخطيط الأسبوعي يعطيك مرونة أكبر وكذلك يحل مشكلة المزاج المتقلب وسنضيف لجدولنا المكافأة والعقاب فيصبح أكثر تأثيراً فينا ونصبح أكثر إلتزاماً.

فوائد التخطيط لإسبوع:

  • التخطيط الأسبوعي يعطيك نظرة شاملة لما يمكن إنجازه خلال الأسبوع.
  • يسهل عليكِ ترتيب الأولويات وتحديد المسؤوليات فهو يشمل جوانب متعددة في حياتك.
  • يقلل من الشعور بالتآنيب فما تعجزي عن آدائه اليوم، يمكن أن يتم ترحيل المهمة ليوم آخر خلال الأسبوع المهم أن يتم إنجازها قبل نهاية الاسبوع (أحب هذه الميزة)
  • يمكنك من تقييم نفسك بشكل عادل.
  • يسهل عليكِ إختيار تجربة جديدة كل أسبوع من باب التجديد والتحدي للذات.

ضرورات واجب إدراجها في جدولك الأسبوعي:

و أنتِ تعدين خطة الأسبوع عليكِ الإنتباه لأمور ضرورية في الحياة تجاهلها قد يُخل بإتزانك ويُحدث لكِ بعض المشكلات وهي كالتالي:

الراحة:

عندما تبدئين في إعداد جدولك الأسبوعي لابد من تحديد يوم للراحة تفصلين بين الأسابيع فيه وتمارسين فيه فقط مايبهجك ويريحك، تحديد هذا اليوم يرجع لكِ ولنظام حياتك قد يكون يوم في منتصف الأسبوع أو في إجازة نهاية الإسبوع أنتِ من يختار، شخصياً من عدة سنوات يوم الجمعة هو يوم راحتي الذي لا أقبل فيه ممارسة أي عمل ذهني، أحاول أن أستمتع فيه مع أولادي أو أسافر لزيارة والدايَّ فيه.

الترفيه:

الترفيه لايكون خلال إجازتك فقط إنما في كل يوم عليكِ تخصيص ساعة أو أقل أكثر للترفيه كأن تشاهدي فيلم معين أو تتنزهي في الخارج أو تمارسين التسوق أي وسيلة تشعرك بالترفيه لمدة وجيزة جيدة خلال اليوم فنحن لسنا الآت للعمل فقط.

الفصل بين مهمة وأخرى:

وأنتِ تؤدين مهامك لابد من التوقف بين المهمة ومايليها بوقت بسيط للإسترخاء وتجديد النشاط.

تحديد وقت لأداء المهمة:

هناك تقنيات كثيرة لتسهيل آداء المهام دون تسويف ولكل شخص منا مايناسبه، شخصياً جربت طريقة لإدارة الوقت تدعى (البومودورو) وقريباً ساأكتب عنها تدوينة قادمة بإذن الله وكذلك قاعدة الخمس ثواني، إن تحديد وقت معين لأداء المهمة يجعلك في حال تركيز وكذلك يهبك شعور جميل بالإنجاز حال إنهائها.

تحديد الهدف الكبير والتركيز عليه:

إن تركيزك على هدف واحد رئيسي خلال الأسبوع ووضع جدول منظم له يومياً سيسهل عليك بلوغه دون جهد كبير وذلك لأن هدفك واضح والتحفيز الداخلي مفعل تلقائياً لذلك.

النوم:

من الضرورات التي يجب عليكِ أخذها بعين الإعتبار النوم فالنوم أساس الراحة وسبب للتوازن النفسي والذهني والبدني، قد تمر عليكِ أيام خلال الأسبوع لاتحظين فيها بنوم جيد لا بأس حاولي التعويض في يوم الراحة ولا تهملي أهمية النوم في جدولك.

يختلف الأشخاص في مدة النوم الكافية فهناك من تكفيه خمس ساعات وهناك من يجب أن ينام ثمان ساعات عدد ساعات النوم يعتمد على جودة النوم ووقته، هناك مثل يقول ((من زان نومه زان يومه)) شخصياً عندما لا أحظى بنوم جيد أكون فريسة سهلة للأفكار السلبية:(

المرونة ووضع الطوارئ:

مهما إجتهدنا في التخطيط والترتيب إلا أننا لا نملك من أمرنا شيئاً ولا نعلم الغيب لذلك لابد من التمتع بالمرونة وتوقع المفأجات في الطريق، وهذا التوقع يساعدنا على تقبل تغيرات الحياة وتقلباتها دون أن نضر بأنفسنا فقد تخططين لإنهاء عمل معين ويشاء الله أن لايتم هذا العمل بل قد تتغير الخطة كاملة هنا أريد منكِ أن تتذكري أن كل مايصيبنا هو خير لنا ونحن لا نعلم مهما أجتهدنا في التفسير والتآويل، لذلك ضعي الخطة وتوكلي على الله وأرضي بقضائه وقدره وإستمري في السعي فالدنيا دار الإختبار وعند الله الجزاء.

الجوانب التي يشملها التخطيط الأسبوعي:

الجانب العملي أو المهني:

إذا كنتِ موظفة أو مثل حالاتي تعملين عن بعد من المنزل فلابد من إدراج مهامك الوظيفية والعملية في جدولك الأسبوعي وتحديد وقت ممارستها.

غالباً مايكون الهدف الذي يحتاج تركيزك الأكبر هو هدف متعلق في هذا الجانب لذلك فله أولوية التركيز والوقت.

الجانب الصحي:

يشمل هذا الجانب الغذاء والنشاط البدني من تمارين رياضية والعناية بالجسد والجمال.

بالنسبة للغذاء لابد من وضع خطة أسبوعية لما تودين تناوله خلال الأسبوع وهذا يساعدك كثيراً في تجنب تكاليف مادية فائضة وإهدار في الطعام كما يجنبك إهدار الوقت أيضاً، فتحديد جدول إسبوعي للوجبات التي تريدين طبخها يسهل عليكِ معرفة إحتياجاتك من السوق، لو أستطعتي أيضا تحضير الأكل بشكل مسبق فهذا سيوفر عليكِ الكثير من الوقت والجهد.

تحديد الأيام التي تودين ممارسة الرياضة فيها خلال الأسبوع أو تحديد ساعة للمشي يومياً كل هذه الممارسات لابد أن تكون في خطتك الأسبوعية فلها عظيم الأثر في مستقبلك، شخصياً إكتسبت عادة المشي يومياً بسبب تركيزي عليها في جدول أعمالي.

كوننا إناث ويجذبنا كل جميل فلابد من تحديد أيام أو ساعة للعناية بالجسد والبشرة والشعر، هناك الكثير من الوصفات والطرق التي يمكن ممارستها للحفاظ على جمالك والعناية بجسدك.

الجانب الإجتماعي:

هذا الجانب يشمل العلاقات سواء علاقتك بعائلتك وهم من الأولويات وكذلك علاقتك بالأصدقاء وبعض الأقارب.

حددي جدولك بناء على وضعك فلو كنتِ زوجة وأم فمسؤولية العائلة كبيرة على عاتقك لذلك أحرصي على تقسيم الأدوار وطلب المساعدة إن أحتجتي وكذلك في جدولك الأسبوعي مهامك اليومية كأم لها نصيب كبير.

باقي العلاقات يمكن الإهتمام بها عن طريق تحديد يوم في الأسبوع حسب درجة القرب أو تحديد يوم في الشهر أيضاً يمكن إدراج المناسبات في الجدول حتى يسهل عليك التخطيط.

الجانب الروحاني:

إن علاقتك بخالقك هي أساس لكل شيء في هذه الحياة وهي أصل وجودنا وسببه، لذلك العبادات سبب للقربات والمنح الألهية وهناك كثير من العبادات التي يمكن إدراجها في جدولك الأسبوعي كالصيام أو التطوع والصدقات وغيرها.

الجانب النفسي والمشاعري:

إن كل الجوانب السابقة نهتم بها حتى نحصل على إكتفاء هذا الجانب، الجانب المشاعري النفسي!

إن الهدف الذي ترغبين الحصول عليه هو في الأصل للحصول على شعور معين.

العبادات التي تؤدينها وتحرصين عليها هي للحصول على شعور معين.

الإهتمام بجمالك ، غذائك، نومك وعلاقاتك كلها للحصول على شعور معين أو تجنب شعور معين.

كل ما نقدمه لأنفسنا هو ناتج عن البحث للحصول على شعور معين أو لتجنب شعور معين.

لايمكن تجاهل أهمية الشعور والسلام النفسي وتأثيره على كل الجوانب السابقة إن أي إشباع لهذا الجانب هو في مصلحتنا لذلك قيل إعتزل مايؤذيك، فمعظم الأمراض سببها نفسي في الأصل وبمجرد ما تتحسن النفسية يزول العرض دون جهد، لذلك أحرصي على سلامك الداخلي وحددي في جدولك الأسبوعي الممارسات التي تمنحك هذا السلام سواءً كانت ممارسات روحانية في العبادة أو تمارين تحرر من المشاعر فنحن في هذه الحياة معرضين لكثير من العوارض المستعدة لثنينا عن التقدم وعلى رأسها وساوس الشيطان.

الجانب الروحاني يعمل كشاحن للجانب النفسي والمشاعري قال تعالى (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) طه: 124

التقييم اليومي وترحيل المهمة الغير منجزة:

في نهاية كل يوم أحرصي على مراجعة آدائك للمهام وقيمي ذاتك بناء عليها، إذا قمتي بآداء جميع المهام فقدمي لنفسك مكافأة ولا يشترط أن تكون شيء كبير قطعة من الحلوى كافية لذلك، أما في حال لم تنجزي مهامك كاملة فقومي بمعاقبة نفسك كأن تحرمي نفسك مثلا من متابعة حلقة من برنامجك اليومي او مسلسلك المفضل، أنتِ من يحدد مكافأته وعقابه المناسب.

ماذا لو حدث أمر مفاجئ أو لم أكمل مهامي اليومية خلال اليوم؟

ببساطة قومي بترحيلها لليوم الذي يليه وأجعليه أول مهمة تبدأي فيها وبمجرد إنهائها ابدأي يومك الجديد بمهامه.

أخيراً

التخطيط هو العمل الذهني الذي يسبق كل إنجازفالعقل يحب الوضوح في الرؤية حتى يقوم بخلق الطرق والحوافز الداخلية لبلوغ هذا الإنجاز وتحقيق ذلك الشعور، عقلك لن يتوقف حتى تصلِ لهدفك فأستخدميه لصالحك دائماً.

كوني بخير:)

رأي واحد حول “كيف أضع خطة أسبوعية مليئة بالإنجاز؟”

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s