كيف تقولي (لا) دون الشعور بالتآنيب؟

لا

لا

كلمة رغم سهولة نطقها إلا أننا لانحب سماعها ونخشى قولها لرد طلب أحدهم فالشعور الذي تخلفه هذه الكلمة شعور تآنيب وحرج لا نرغب بعيشه.

ظللت لفترة وأنا أشعر بالحرج كلما تذكرت رفضي لأن تبقى أبنة أختي معي وهي مولودة وذلك لأني لم أكن بمزاج جيد في ذلك اليوم ورعاية مولود ليست بالأمر الهين مازلت أذكر نظرة أختي التي خاب أملها فيني، ولو كنت أعلم أن قول لا لها سيجعلُني أتذكر تلك النظرة في كل لحظة تبعت هذا الموقف لقبلت والله أعلم ماكان سيحدث بعدها، ذلك الموقف كان من أوائل المواقف التي كنت أتعلم قول لا فيها وأحاول تقديم نفسي على الجميع بعد سنوات من الإستهلاك الذي عشته والحقيقة أن لكل شيء ضريبة، مولودة الأمس تبلغ اليوم ست سنوات و مازلت أحياناً أشعر بالحرج عند قول كلمة لا لأحدهم.

في تدوينة اليوم سنتحدث عن كيف نخفف من الشعور الذي يخلف كلمة لا ونتعلم كيف نتجاوز الموقف ونقول لا لكل مايستنزف طاقتنا أو وقتنا أو مالنا أن نقول لا لكل طلب لا نستطيع تلبيته على أكمل وجه ونعرف أننا سنقصر فيه أو أننا سنفعله رغماً عنا فالإرغام أيضاً شعور مزعج وقد يكون أكثر إزعاجاً لنا من قول لا ومايتبعها من تآنيب.

ماهو سبب الشعور بالحرج من قول لا؟

معظم من قرأت لهم وتعلمت منهم يُرجعون سبب شعورنا بالحرج من رفض طلب أحدهم إلى مرحلة الطفولة حيث كان مطلوب منا أن نقبل دائماً مايطلبه الكبار منا حتى نكون أطفالاً مؤدبين (نسمع الكلام) و لأن بعض الكبار سريعي الغضب فلا مجال للرفض وقول لا🙄، أيضاً من الأسباب التي تجعلنا نشعر بالحرج بعد قول كلمة لا هو رغبتنا دائماً في أن نكون مقبولين ولطفاء ونحسن صنعاً مع من حولنا، عدم قبولنا للرفض يجعلنا لانرفض ولو على حساب أنفسنا فالشخص المتقبل لرفض من حوله لطلباته يكون من السهل عليه أن يرفض طلباتهم بالمقابل دون أي حرج(تقولولي لا أقولكم لا)، طبعا في معظم مجتمعاتنا العربية الرفض سلوك غير مرغوب به لذلك نشعر بعدم الراحة بعد كل لا نقولها لرفض طلب لأحدهم.

أسلوبك في قول لا :

حتى تخففي من الحرج والتآنيب بعد قول كلمة لا حسني وطوري من أسلوبك فيها وغلفيها دائماً بقدر جيد من اللطف والرفق فمهما تحدث المتحدثون يظل الرفض شعور مؤلم، بعض الأشخاص تخرج منه كلمة لا وهي جافة قاسية تخترق الشعور وتجرح القلب، إن الكلمة الطيبة صدقة تستطيعي أن ترفضي وتكسبي قلب من رفضتِ طلبه بأسلوبك اللطيف، من الأساليب التي يمكنك إستخدامها عند الرفض:

الوعد: بأن تعطي وعداً مفتوحاً بتعويض الخدمة لوقت أخر.

الوضوح: أشرحي سبب رفضك بكل لطف وإقناع.

الإعتذار: قدمي إعتذاراً لطيفاً لرفضك الخدمة.

وهنا علي أن أنبهك لستِ مضطرة للكذب أو الخداع فهذه الأساليب كافية.

في حال غضب منك الشخص الذي رفضتي طلبه بعد كل هذه الأساليب فالحقيقة أن المشكلة لديه فهو الذي لم يتقبل و لم يُقدر لستِ مضطرة للتبرير له، بعض الشخصيات يحب التسلط😑.

قول لا لشيء يعني نعم لشيء آخر:

عندما أقول لا لطلبهم لأن مزاجي سيء فأنا أقول نعم لصحتي النفسية.

عندما أقول لا لهدر وقتي فأنا أقول نعم لإشغال وقتي بما ينفعني.

عندما أقول لا لما يستهلك جهدي وصحتي فأنا أقول نعم لعافيتي وسلامتي

تذكري يا صديقتي أن الشخص الذي سيرافقك طوال العمر وفي كل لحظة هو أنتِ وتذكري أن الناس لا تحترم من لا يحترم نفسه ووقته وصحته، الناس قريبهم وبعيدهم سيأخذ مصلحته منك ويمضي أنتِ من سيظل يؤنب نفسه ويندم ويتآلم.

إبداي بنفسك وتقبلي من يقول لا لكِ:

مازلت أجد في نفسي كثيراً عدم قبولي لأن يرفض أحدهم طلبي وهذا أحد أسباب شعوري بالتآنيب عندما أرفض وأقول لا لأحدهم خصوصاً إذا كان قريباً من قلبي، هذه المشاعرطبيعية ولكن علينا أن نُذكِر أنفسنا دائماً أن كما يكون لك الحق فأيضاً الحق لغيرك وهذا مايعرف بإحترام الحدود الشخصية، لستُ دائماً متاحة لخدمة غيري أيضاً هم ليسوا متاحين دائماً لخدمتي وتلبية طلبي، عندما نفهم أنفسنا سنفهم من حولنا وعندما نتقبل مع الوقت سيتقبل من حولنا المهم دائماً أن نبدأ من أنفسنا حتى ننتهي بها.

كما تسعدنا كلمة نعم لابأس أن نغضب قليلاً عند سماع لا..تقبلي هذه المشاعر و أقبلي أعذارهم دون تفكير فهذا حقهم.

الحياة أولويات:

عندما نعرف أولوياتنا نعرف متى نقول لا في الوقت المناسب و متى نقول نعم.

عندما نكون واضحين في أهدافنا وغاياتنا من الحياة سنكون واضحين جداً في رسم حدودنا.

أخيراً:

من التمارين الجميلة في هذا الموضوع والتي جربتها وشهدت فائدتها هي تمرين سيناريو الرفض: تخيلي من تطلبين منه الطلب وهو يرفض حاولي إيجاد حلول بعد رفضه لطلبك مالخطوة التالية ؟ فائدة هذا التمرين يخفف من شعورك بالآلم عند الرفض ويسهل عليك إيجاد حل في حال تم رفض طلبك.

مثلاً لو رفض فلان الذهاب بالنيابة عني للحفل ساأكلم قريبي الآخر أو سأرسل الهدية بالبريد.

كوني بخير:).