خلال الأعوام الماضية مررت بحالة من التأرجح بين توفر المال وإنعدامه، فقد كنت في أحيان أشتري بسخاء ودون إدراك أشتري للشعور بشعور واهم من الرفاهية إلى أن مررت بظروف جعلت المال ينفذ من محافظي وظللت لوقت يسير أرغب بالأشياء و لا أقوى على دفع ثمنها، كانت تلك الفترة صعبة عليَّ خصوصاً أني لا أقوى على طلب المال من أحدهم وأشكر الله الذي أخرجني من ذلك الضيق دون الإستدانة من أحد، من ثلاث سنوات بدأت بتعلم التسويق ومازلت طالبة في هذا المجال الذي جعلني أشعر بحبه من أول درس🤩والحقيقة أن أي مجال له علاقة بالمال يستهويني والى الآن لم أعرف السبب🙃لقد تعلمت خلال هذه السنوات كيف أتعامل مع المال بجدية أكبر ولعلي أذكر هنا مقولة وارن بافيت : “إنك إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه، سيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه”، وهذا ماحدث معي بالفعل للخروج من ضائقتي المالية والتي أسال الله أن لا أعود لها وأن يغنيني بفضله وكرمه عمن سواه.
في تدوينة اليوم سأشاركك طرق جربتها للشراء بوعي ودون إسراف، أنوي لكِ الفائدة:)

تأثير المشاعر على الشراء:
إن معظم قراراتنا الشرائية ناتجة من شعورجميل أو لقمع شعور مزعج، فمثلاً بحث الفتاة عن أفضل وأغلى فستان ناتج من رغبة بالتفوق على قريناتها وعلى إحتياج للتقدير والإعجاب وقد يكون قمع لشعور قلة الثقة ورفض الذات هذه المشاعر هي ماتجعلها تتكلف قيمة فستان قد يكسر ميزانيتها، هي تعرف أنها قد لا ترتديه مرة أخرى ولكن سيطرة الشعور تجعلها تصر على إقتناءه.
معظم الشعارات التسويقية تداعب مشاعرنا وتثيرها فتجعلنا نشتري دون تفكير في معظم الأحوال، الوعي الشرائي والوعي بمشاعرك يجنبك كثير من الخسائر وهدر المال على مالا تحتاجيه في الغالب.
من الطرق التي تجعلك تسيطرين على مشاعرك أثناء الشراء هو سؤال نفسك هل أحتاج هذا فعلا؟ أيضاً تأجيل الشراء لليوم التالي فكرة سديدة، شخصياً أفضل الشراء عن طريق المتاجر الألكترونية لأن هذا يتيح لي تعبئة السلة وتركها لليوم التالي فأجد نفسي قد حذفت معظم الأشياء التي خدعتني مشاعري فيها، نعم ياعزيزتي مشاعرك قادرة على خداعك وسلب مافي محفظتك.
كيف أتسوق بوعي ودون إسراف؟
سأشاركك عدة أفكار جربتها ووجدت ثمرتها بفضل الله، لكن في البداية دعيني أذكرك بأن الوسطية والتوازن في صرف المال آمر قرآني هدفه تحقيق الحياة الطيبة فقد قال الله تعالى (( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا )). إن شعور الحاجة للمال شعور قاسي لذلك من الفطنة أن نكون متوازنين بين العطاء والمنع، إن كل ماتنفقينه وتتدخرينه هو مايحدد أسلوب حياتك في المستقبل، كما أن أوجه الإنفاق كثيرة أحدها التسوق والشراء.
أفكار للتسوق بوعي:
– كتابة ماتحتاجينه بدقة في قائمة المشتروات.
-البحث في المواقع الإلكترونية عن ماترغبين شرائه ومقارنة الأسعار.
-معظم المحلات لها مواقع إلكترونية أبحثي عن حاجتك قبل نزول السوق وسجلي الأسعار كما يساعدك هذا في التأكد من توفرها أو البديل لها في حال لم تتوفر.
-في حال كنتِ في مجتمع يكثر فيه تبادل الهدايا فأحرصي على شراء الهدايا أوقات التخفيض وحفظها (هدايا المواليد، الزواج، بعض أطقم العطور والبخور).
-لست مضطرة للشراء في حال كنتِ في مزاج سيء أو كنتِ تشعرين برغبة ملحة.
-لا تتسوقي في أوقات الزحمة أو قبل المناسبة بفترة قصيرة.
– فتشي في دولابك عن تلك القطع الجديدة أو المستخدمة بشكل بسيط وأعيدي تدويرها أو إضافة قطعة مكملة.
-الوعي يبدأ من الأفكار مالفكرة من شراء هذا الشي؟ لماذا أريد هذا الشيء؟
-لا تتسوقي وأنتِ جائعة ولا تكتبي طلبات الطبخ وأنتِ جائعة.
أخيراً: الشراء بوعي لايعني أن تحرمي نفسك من الأشياء التي تحبينها ولكنه يساعدك في الحصول على ماتريدين دون ندم ودون هدر للمال والذي هو نعمة عظيمة تستحق الشكر ومن شكره إنفاقه بما يعود عليكِ بالنفع، كما أن شعور الحاجة قاسي ومؤلم، هناك طرق كثيرة لإستثمار المال الذي يتوفر سأذكرها في تدوينات قادمة، المهم الآن هو أن تعرفي أن كل الأثرياء الذين بذلوا جهداً في الحصول على ثرواتهم لا يصرفون المال على أي شيء ولا لأي شعور عابر، الثراء يبدأ بالوعي وينتهي بسلوك دائم لأسلوب حياة متوازن.
كوني بخير:)
رأي واحد حول “كيف أشتري بوعي دون إسراف؟”