من وظائف العقل اللاواعي أن يسهل عليك عمل الأشياء المكررة بحيث تقومين بإتمامها دون تفكير وهذا التكرار يسمى عادة يومية، وبما أن اليوم عبارة عن مجموعة من العادات اليومية والأعمال المكررة فمن الطبيعي أن تشعري بالملل والذي هو ضمن فطرتنا البشرية ، الأصل في خلقنا هو التطور والتقدم لذلك البقاء على نظام واحد كل يوم يعارض هذا الأصل فنشعر بالضيق والملل من التكرار إلا أن الحياة مجموعة من المتناقضات فمع هذه المشاعر يتوجب عليكِ الاستمرار في صنع عادات يومية حتى تحققي هدفك فالتكرار و الاستمرار ضرورة لسير الحياة بشكل صحي ومتقدم.
إذاً ماذا نفعل حين نشعر بالملل ونحن مظطرين لعيش روتين يومي يساعدنا في حصد نتائج جيدة على المدى البعيد؟ الحل هو كسر الروتين!
ثم العودة لعاداتك اليومية وطبعاً حتى لا يتحول كسر الروتين الى تسويف سا أخبرك في هذه التدوينة كيف تكسرين روتينك اليومي بذكاء بحيث تشتاقي للعودة لممارسة عاداتك اليومية بحيوية دون ملل؟.
تغييرات بسيطة تصنع الفرق:
مشكلتنا الحقيقية ليست في عاداتنا اليومية بل في شعورنا بالملل لذلك إضافة تغيير بسيط على عاداتك اليومية سيساعدك في تجديد طاقتك وتنشيطك لإنجاز أكبر.
سا أذكر لك بعض الأفكار البسيطة التي تضيفينها على عاداتك اليومية فتكسر روتينك وتجدد طاقتك:
_وضعية النوم ومكان النوم: لايمكنك إدراك نفع هذه الحيلة البسيطة والتغيير اليسير على مشاعرك جربي أن تنامي بشكل أفقي بدلاً من الراسي أو أن تنامي دون وسادة،نامي في غرفة أخرى كغرفة الضيوف مثلاً
قد يبدو لك أن هذا فعل سخيف ولكنه يعمل على تنشيط عقلك و يكسر روتينك في النوم.
_بداية صباحية مختلفة: أياً كانت عاداتك في بداية يومك جربي إضافة بعض التغيير لها فمثلاً إن كنتِ معتادة على تناول القهوة صباحاً وتأخير وجبة الإفطار جربي عكس الوضع أو تناول العصير الطازج مكان القهوة.
_ العودة لهواية توقفتي عن ممارستها: ماهي الهواية التي لم تمارسيها من فترة؟ جربي العودة لها ستشعرين بتجديد ونشاط قد يساعدك هذا الموضوع لا تتوقفي عن ممارسة هواياتك.
_جربي طعام مختلف: كلنا نتلذذ بالطعام ولكن على الأغلب لا نطهو سوى وصفات مكررة سريعة أتقنا صنعها وتناسب سير حياتنا، لكسر الروتين جربي طهي طعام من ثقافة مختلفة ويا سلام لو لم تذوقيه من قبل. الفكرة لوحدها سعادة😋
إكسري الروتين بإجازة قصيرة مميزة:
إذا كنتِ تشعرين بضرورة التوقف عن ممارسة روتينك اليومي فلابد أن تأخذي إجازة قصيرة محددة وتمارسي فيها مايجعلك متجددة ومشتاقة للعودة لروتينك السابق، المهم خلال الإجازة طبقي أفكار مختلفة وطرق غير التي أعتدتي عليها، أضيفي ماسبق ذكره من تغييرات بسيطة لإجازتك حتى يقوى مفعول كسر الروتين.
أدي عملك بطريقة مختلفة:
أعمالك اليومية وعاداتك المكررة قد تكون بحاجة لأفكار جديدة فمثلاً في مكان وظيفتك يمكنك إحداث بعض التغييرات البسيطة في طريقة آداء العمل، أو البحث عن أساليب جديدة سواء لتسهيل العمل أو لحل مشكلة معينة يعاني منها أحد الموظفين، كل هذه الطرق تساعدك في تجديد طاقتك وتوسيع مداركك وقد تتغير نظرتك لوظيفتك من نظرة ملل وتكرار الى شغف.
هذه الأفكارلا تنطبق على الوظيفة فقط بل على أي عمل سواء كان عمل حر أو أعمالك المنزلية.
جددي النية كل يوم:
إن من أكثر الأفكار التي تجعلنا نشعر بالملل هو أننا لانقدر قيمة مانقوم به فالله لم يخلقنا عبثاً والحياة هدية عظيمة يتمناها أصحاب القبور، إن إستيقاظك كل يوم نعمة تستحق الإمتنان لذلك من شُكر الله على هذه النعمة أن نحسن نوايانا فيما نعمل وأن نرجو الثواب والجزاء من الله، تذكري أن مابين يديك من نعم هي أمنيات لغيرك، لذلك في كل صباح تحدي نفسك وأعلني بدايتك الجديدة وأغلقي الباب في وجه الملل وجددي طرق تعاملك مع عاداتك واكسري روتينك بذكاء وأجعلي نيتك من كل عمل القرب من الله.
أرجو أن تكوني أستفدتي من هذه التدوينة.
كوني بخير:)
خديدة وردية 