“الأقدار تغلب كُل شيء.. فلا تخطط كثيرًا.”

مر عام وأكثر على أخر تدوينة لي في مدونتي الحبيبة.. لا أعلم مالعذر الحقيقي في هذا الغياب سوى أنني كنت في غيابة الجب أصارع أقدارا لم أحسب حساب حدوثها يوماً (غرور بشري)..كنت ممن يخططون ويحلمون كثيرا ويعيشون وسط خيالاتهم أكثر من واقعهم ولكن ماحدث في هذا العام كان له أقوى التأثير في تغيير تفكيري وإعادة ترتيب أولوياتي.

لقد مررت بالكثير من الابتلاءات وحصلت على الكثير من المنح الالاهية في نفس الوقت، لقد جعلتني أعرف حقيقة هذه الحياة، لقد زاد إيماني بأن العسر إذا نزل ينزل معه يسرين، أن تصل لمرحلة تتمنى مغادرة هذا العالم بآسره وفي نفس اللحظة تستشعر نعمة وجودك في حياتك و حياة ممن هم حولك أمر عجيب وهذا ليس من ضروب الفلسفة بل يدعو للتفكر والإيمان بأن هذه الحياة متقلبة ومتغيرة ولا يمكن أن تضمن دوام حالك إلا في حالة الغرور التي يُشعرك بها الشيطان فتبدا بتصور مستقبلك وترسمه في خيالك باادق تفاصيله وتنسى أنك لا تملك تحكما في اللحظة التي بين يديك تنسى ما خُلقت له!

ما هي الا بتوفيق الله

أن تقوم بالتخطيط لأمرٍ ما أو تنوي فعل شيئاً ما ويتم بالشكل الذي تصورته فهذه ليست بطولة و احترافية منك (يؤسفني إحباطك) ..إنما هي بتوفيق الله لك ، إن المتدبر لكتاب الله والمؤمن بقضاء الله خيره وشره و وكذلك القارئ لقصص الأنبياء والباحث المتبع لسنة رسول الله يعلمون ذلك جيداً ويقرون به، تكمن المشكلة حين نظن أننا المتحكمون في حياتنا!

قد يتوارد لك سؤال هل اتوقف عن التخطيط والسعي؟

الإجابة طبعا لا.. لا تتوقف عن التخطيط ولا السعي تجاه اي هدف ترغبه ولكن لا تتعلق به وتظن أنك قادر ولن يغلبك شيء.

المسألة تكمن في داخلك أيمانك وما يتوجب عليه وبعده.. لا تقل لي أنا مؤمن بكل قضاء وتسمح لكل عثرة أن تزعزع هذا الايمان بداخلك.. فكثير حولك يسعون ولا يحصلون على نتائج وكثير من يخطط ولا يتاح له أن يحقق شيئا من خططه.

المتأمل في حال المُعذبين لأرواحهم يدرك عدم رضاهم عن حالهم،، أن الابتلاء ينزل وينزل معه اللطف ولكن دائرة تركيزك هي من يصنع الفرق.

خطط..أسعى.. أحلم.. قبل كل ذلك أختبر أيمانك قبل أن يتم اختبارك به؟ فحقا على الله نصر المؤمنين (بماذا تؤمن؟)

أنا عند حسن ظن عبدي بي.. ماذا تظن من رحيم غفور؟

ختاماً

ما هذه الحياة الا عيش ساعة.. فلا يغرنك الامل وتنسى العمل.

لقد كتبت هذه التدوينة رغبة مني أن تكون بصيص ضوء لمن يحتاجها..أنا أول من يحتاجها.

الحمدلله على كل نعمة والحمدلله على كل حال..

كونوا بخير.

مدونة خديدة وردية..هدى.