بما أني من الأشخاص الذين يعملون عن بعد ومن منزلي وجربت خوض الكثير من المشاريع وعمل المهام مع وجود أسرة وأعمال أخرى فأن لدي خبرة لسنوات بعد تجربة العديد من الطرق بحثاً عن الموازنة بين عملي وفترات راحتي وكذلك باقي المسؤوليات الملقاة على عاتقي، سأشارك معك في هذه التدوينة خطة بسيطة وفعالة للاستمتاع بالعمل والراحة وخلق توازن بينهما (قدر الإمكان).

قبل البدء ما يناسب غيرك قد لا يناسبك
تختلف مهامنا ومسؤولياتنا من شخص لآخر فدائماً تذكري أن حياتك مختلفة عن غيرك وأن ما تقرأينه من نصائح وتوجيهات ماهي إلا نصائح عامة يمكنك رسم خطوط طريقتك الخاصة عن طريق استخدامها بحذر وتجربتها بوعي، فليست كل النصائح والتوجيهات نافعة لك لذلك خذي ما ينفعك ويتناسب مع وضعك الحالي واتركي ما لا يناسبك، جميع من يشاركك تجاربه هو يساعدك في رسم خطتك في الحياة بطريقتك، في تجربتي مررت بالكثير من التحديات والفشل وكان وراء ذلك تهاون في رسم طريقتي الخاصة ، حقيقة لا أنكر أن كل نصيحة اتبعتها أثرت عليّ إيجابياً كما أثرت سلبياً بنفس المقدار ولعل هذا ما يجعلني أتحمس دائماً لمشاركة تجاربي ففي تجارب الآخرين عبرة ومعرفة وأنا شخصياً لا أخوض أي مجال وتجربة إلا بعد بحث وقراءة لمن سبقني فيها.
أصبح العمل من المنزل واقعاً في عصرنا الحديث فجميع المهارات ومختلف المجالات يمكن البدء بتعلمها من المنزل والبدء فيها ومزاولتها كعمل رسمي من غرفتك وأمام نافذتك، لذلك لابد من البحث عن النصائح والتوجيهات التي تجعل هذا العمل سهلا وميسراً قدر المستطاع.
كّوني أم ولدي أبناء وكذلك لا يوجد لدي مساعدة في المنزل وجربت العمل عن بعد في مجالات كثيرة، فقد جربت أن أفتح مشروع منتج اصنعه من الصفر الى أن يصل رف التوزيع والبيع، وجربت أن أعمل في عدة مهارات عن طريق الحاسوب والشبكة العنكبوتية بالإضافة لهذه المدونة، كل تلك السنوات وأنا أبحث عن طريقة تساعدني على الموازنة بين عملي وبيتي و أولادي وأنسى حقي الشخصي من الراحة، وهذا السبب وراء انهياراتي وتوقفي أحياناً عن المتابعة وإكمال ما بدأت🙁.
تدوينة اليوم هي بمثابة حل قد يساعدك على الموازنة بين عملك من المنزل ومهامك الأخرى وبين راحتك والحفاظ على صحتك.
الحياة أولويات وهنا يكمن السر
الحياة جدا بسيطة ويمكننا فهمها بمجرد خوض التجارب والبحث والتعلم المستمر، إن معرفتكِ اولوياتك وترتيبها من الأكثر أهمية نزولا للأقل أهمية يجعل رؤيتك واضحة وحصولك على هدفك أمر ممكن بعد توفيق الله، لاشيء يأتي دون بذل جهد للحصول عليه تذكري ذلك جيداً.
ترتيب الأولويات يبدأ من تقييم واقعك اليوم أين أنتِ الآن والى أين ستصلين؟
إذ كنتِ بدأتي العمل من المنزل فهذا يجعله أولوية مضافة لقائمة أولوياتك في الحياة ويجب في نفس القائمة تضاف معه الراحة كأولوية😊.
لا تستمعي لتلك الشعارات التي تخبرك بأن مضاعفة الجهد والوقت تحقق نتائج أسرع فهذه الشعارات ستجعلكِ شخص مرهق ومتعب وقد تصل بك لإيقاف ما بدأتي فيه.
الجدية في طلب الراحة كطلب الرزق
كلنا نعمل لكي نرتاح وكلنا نظن أننا لو جمعنا المال الكافي سنرتاح في المستقبل، فتصبح الراحة كالجزرة المربوطة أمام الحمار😅نؤجل راحتنا ونستمر في العمل دون رحمة لأنفسنا حتى نسقط ونتوقف أو لا نشعر بالمتعة عند تحقيق الغاية.
كُوني جادة وصارمة في تحديد وقت للراحة وأثناء الراحة ولتحققي التوازن المطلوب أفرغي رأسك من كل شيء يخص عملك.
لقد وقعت في الفخ فقد كنت أتوقف للراحة وأجد نفسي أفكر بعمق حتى أنهكني التفكير، وأحياناً أجد نفسي وقد عاودت العمل وأظل أعمل في مشروعي وأقوم ببيتي وعائلتي ومن عمل لعمل حتى أسقطني الوجع وتلاشت من قلبي رغبة الإنجاز ولا فرق بيني وبين جهاز يعمل بالمحرك دون شعور.
ما الوقت الكافي لراحتك؟
هذا يعتمد على طبيعة عملك فلو كان عملك يتطلب وقوفا طويلاً وحركة كثيرة فراحة لمدة عشر دقائق كل نصف ساعة كافية وهذا مثال، يمكنك تحديد وقت راحتك بالطريقة التي تناسبك فنحن أخترنا العمل من المنزل لوضع قوانينا الخاصة.
أيضا لابد من تحديد أجازه لمدة يوم أو يومين في الأسبوع، كذلك حددي أجازه سنوية.
حددي أوقات عملك بجدية وحددي أوقات راحتك بجدية ولا تستهيني أبداً في هذه النصيحة، اتركي التسويف فهو عدو للإنجاز خصوصاً أثناء العمل من المنزل.
لا تنخدعي في لحظات الانغماس في العمل و أحترمي وقت الراحة وأعطي جسدك حقه منها.
تذكري يا صديقتي أن الحياة رحلة ولتكون رحلة ممتعة عليكِ أن تعطي كل شيء حقه.
أرجو أن يكون هذا الموضوع قد ساعدك ولو بفكرة.
كوني بخير:)
اكتشاف المزيد من خديدة وردية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
