تجاربي

الشراء والهدر المالي

لقد مررت بفترة من الهوس الشرائي وكأنني أريد التخلص من كل المال الذي كان بحوزتي لدرجة أني شعرت بالنفور من نفسي فالأشياء التي أحتاجها فعلا موجودة ومتوفرة وكل ما أضيفه بعربة التسوق هي أشياء لا يهم أن وجدت أو اختفت إلا أنني كنت أتمم عملية الشراء وأنتظر وصولها لمعاينتها لثواني معدودة سرعان ما تجعل بريقها يخبو فيتم ركنها في أحد الخزانات وهذا الهوس حولني لمُستهلك من الدرجة الأولى، و آسفاه.

لقد كانت فترة لابأس بها لتعليمي أهمية المال وكيفية التعامل معه و إدارته بشكل صحيح ، قدر الإمكان.

في تدوينة اليوم أشاركك تجربة مررت بها وأشاركك أهم ما أستفدته منها و أرجو أن تكون مفيدة لكِ أيضاً:).

كم كيساً من المال في الصورة؟

هناك عدة أسباب تدفعنا لمثل هذا التصرف ولعل أبرزها ما سيتم ذكره الآن الوعي بالسبب يسهل أيجاد الحل.

العوامل النفسية:

إشباع العواطف: يمكن أن يكون التسوق وسيلة للهروب من التوتر أو القلق أو الشعور بالفراغ. يمكن أن يمنحنا الشراء شعوراً مؤقتاً بالسعادة أو الإشباع.

الهوية الشخصية: يستخدم البعض التسوق للتعبير عن هويتهم أو لرفع تقديرهم لذاتهم. قد يشعرون بأن امتلاك أشياء معينة يعزز من صورتهم أمام الآخرين.

الإثارة: عملية التسوق نفسها يمكن أن تكون مثيرة وتعطي دفعة من الأدرينالين، خاصة عندما نجد صفقات أو تخفيضات جيدة.

العوامل الاجتماعية:

التأثير الاجتماعي: الضغوط من الأصدقاء أو العائلة أو الإعلانات يمكن أن تجعلنا نشعر بأننا بحاجة إلى شيء حتى لو لم يكن ضرورياً.

الثقافة الاستهلاكية: في مجتمعاتنا الحديثة، هناك ميل نحو الاستهلاك، حيث يُشجع الناس على الشراء باستمرار عبر الإعلانات والعروض.

العوامل الاقتصادية:

العروض والتخفيضات: قد نشعر بأننا نقوم بصفقة جيدة إذا اشترينا شيئاً في خصم كبير، حتى لو لم نكن بحاجة إليه.

القدرة الشرائية: إذا كان لدينا مال إضافي، فقد نشعر بالرغبة في إنفاقه بدلاً من توفيره.

العوامل التكنولوجية:

سهولة التسوق عبر الإنترنت: يمكن للتسوق عبر الإنترنت أن يجعل الشراء سهلاً وسريعاً، مما يزيد من احتمالية شراء أشياء غير ضرورية.

أيضاً هناك ما يُعرف بالاكتناز القهري والهوس الشرائي وهي تعد من الاضطرابات النفسية في عصرنا الحالي.

التخطيط المالي:

إعداد ميزانية: قومي بإنشاء ميزانية شهرية تتضمن جميع نفقاتك. هذا سيساعدك على تحديد الأولويات والابتعاد عن الإنفاق غير الضروري.

تحديد أهداف مالية: سواء كانت تلك الأهداف قصيرة الأمد مثل الادخار لشراء جهاز إلكتروني جديد، مجوهرات ذات قيمة كالذهب أو طويلة الأمد مثل شراء منزل، يمكن أن تساعدكِ الأهداف في توجيه إنفاقكِ نحو ما هو مهم حقًا.

التوفير:

الادخار الأوتوماتيكي: قومي بضبط حسابك البنكي لتحويل جزء من دخلك تلقائيًا إلى حساب توفير.

البحث عن العروض والتخفيضات: قبل الشراء، ابحثي عن أفضل العروض أو استخدمي الكوبونات للحصول على تخفيضات.

التحكم في الإغراءات:

تجنب التسوق عند الشعور بالعواطف السلبية: إذا كنت تشعرين بالتوتر أو الاكتئاب، حاولي تجنب التسوق كوسيلة للتعامل مع تلك المشاعر.

التحقق من الضرورة: قبل شراء أي شيء، اسألي نفسك هل هو ضروري حقًا؟ وهل يمكنكِ الاستغناء عنه؟

التوعية والوعي:

تعلم كيفية إدارة المال: قراءة الكتب أو المقالات المتعلقة بإدارة المال يمكن أن توفر لك مهارات وأدوات لتحسين سلوكك المالي.

مراجعة النفقات بانتظام: قومي بفحص نفقاتك بانتظام لتحديد أين يمكنكِ التقليل من الإنفاق.

تقنيات وممارسات:

استخدام النقد بدلاً من البطاقات: استخدام النقد يمكن أن يجعلكِ أكثر وعيًا بإنفاقك مقارنة باستخدام البطاقات الائتمانية.

تحديد حد للإنفاق: وضع حد محدد لكل فئة من فئات الإنفاق (مثل الطعام، الملابس، الترفيه) يمكن أن يساعد في تجنب الإنفاق الزائد.

حذف تطبيقات المتاجر: قومي بتحميلها عند الضرورة القصوى ثم احذفيها.

اتباع هذه الخطوات يمكن أن يساعدك في التحكم في إنفاقك والابتعاد عن الضغوط المالية. ( اختاري ما يناسبك وجربي تطبيقها من اليوم).

لقد قمت بتحديد مبلغ أنوي الوصول إليه بغرض استثماره، وبما أن هدفي واضح فقد قمت بتحديد آلية شخصية لبلوغ الهدف وهي أن أتوقف عن زيارة المحلات المخفضة وأن يكون التسوق عن طريق زيارة مراكز التسوق وليس الاون لاين .

قمت بحذف كل تطبيقات الاون لاين لشراء الملابس ولوازم البيت كذلك تطبيقات توصيل الطعام، فقد بدأت حمية لفقدان الوزن :)، نعم هدف آخر.

أيضاً قمت بإلغاء اشتراكاتي في بعض التطبيقات التي لا أستفيد منها في الوقت الحالي.

توقفت عن ولوج تطبيق المكتبة وشراء كتب ووضعت هدف قراءة الكتب الموجودة بالفعل لدي، لن أشتري حتى أُنهي ما سبق.

كتبت عبارة للتذكير لا للتسوق ووضعتها على مكتبي وكذلك في هاتفي كتنبيه يومي.

بدأت حمية تمنع أكل المطاعم، طبعاً أقبل العزومات :).

لقد بدأت هذه الرحلة بعد أن حصرت مصاريفي للعام الماضي وقد صعقت من بعض الأرقام التي كانت تُنفق في المحلات المخفضة ومحلات الملابس رغم أن زياراتي وخروجاتي من المنزل قليلة جداً لأسباب كثيرة.

الأرقام التي ظهرت لي كانت كافية للاستثمار وشراء الأصول ولكني كنت أهرب من مشاعر الملل لأروقة متاجر الاون لاين وللسوق الصيني النصيب الأكبر :(

أيضاً من الأمور التي جعلتني أخطي هذه الخطوة هو أني في كل مرة أرتب فيها خزانتي أخرج بأشياء جديدة لم تستخدم أو أشياء مستهلكة لأن عمرها قصير وجودتها رديئة أو أشياء لم أعد أشعر تجاهها بالرغبة.

أرجو أن تكون تجربتي وما كتبته في هذه التدوينة مفيداً لكِ.

كوني بخير:)


اكتشاف المزيد من خديدة وردية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

نورتي مدونتي_ يسرني تعليقك على ما كتبت.