تطوير الذات

ما لم تقله لي أمي!

أسمع صوتي في حديثهم، أرى سلوكي في تصرفاتهم، صورتي في أعينهم، هواياتهم التي تُشبه هواياتي وهويتي التي تسكن ملامحهم.

أبنائي وتأثيري عليهم، العلاقة التي أخترت أن أكون الطرف الأكثر مسؤولية فيها، مهما قلت و تحدثت وشرحت ما أفعله يبقى هو الأهم وهو الراسخ في أذهانهم، أنا القدوة و أنا الأساس، لقد مررت بقرارات وتجارب لم تكن أمي معي فيها ولكني كنت أحاكي ما كانت تفعله في مثل تلك المواقف.

ما لم تقله لي أمي كنت أعرفه من أفعالها وسلوكها.

منذ أن تنجبي طفلك فأنتِ أصبحتِ شخصاً مُراقباً من عينان صغيرتان تكبر ببطء و تتعلم من صمتك و أفعالك أكثر من كلماتك، إن أول علاقة يألفها الأبناء هي علاقتهم بالأم، لذلك لك عظيم التأثير و مسؤوليتك كبيرة جداً.

حتى تنجحي في هذه المهمة عليكِ إدراك أنك مؤثر قوي جداً في حياتهم و أن أفعالك وردود فعلك أهم بكثير من أقوالك وخُطبك اليومية وحتى نصائحك، لا يمكن لكِ أن تؤثري في أطفالك و أنتِ تفعلين عكس ما تريدينه منهم، لا يمكن لطفلك الذي يراك تصرخين وتخافين من حشرة أن يواجهها ولا يفعل مثلك مهما قلتي له أنه لا خطر منها، لا يمكن لأبنتك أن تكون منظمة مرتبة وهي ترى أمها فوضوية، كذلك تسير كل الأمور.

أنتِ بصمة في حياة أبنائك مهما تعلموا، فأنتِ تطهين كطهو أمك و ترتبين وتنظمين ببعضٍ من طريقتها، تجدين كلماتها في كلامك حين الانفعال، و ردة فعلها حين الخوف والغضب، هذه العلاقة عميقة جداً مهما حاولنا أن نغير من أنفسنا ومهما بدا لنا أننا مختلفات عن أمهاتنا و أن زمانهن غير زماننا إلا أنهن باقين في أعماقنا وسلوكهن يسكُن عقلنا اللاواعي.

كوني دائماً كما ترغبين من أبنائكِ أن يكونوا.

ما لم تقله لي أمي هو ما بقي معي إلى الآن.

كوني بخير:)


اكتشاف المزيد من خديدة وردية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

نورتي مدونتي_ يسرني تعليقك على ما كتبت.