كم مضى من الزمن و أنتِ تنتظرين؟
كم عدد الأشياء والأمور التي اِنتظرتها ؟
كيف ستكون مشاعرك حين حصولك عليها وكيف هي الآن؟
هل أنتِ اليوم تعيشين معها؟
هل تتذكري عوض الأشياء التي فقدتيها أو تلك التي أبدل الله رغبتك بها؟
ومع فهمنا و إدراكنا للحياة إلا أننا دائماً ما نسقط في فخ الانتظار، نطرق الأبواب ونستعجل فتحها، ننثر بذور الحلم و نأمل غداً أن يكون البستان كاملاً جاهزاً، نريد الثمر قبل نضجه و نسمي الولد قبل تمام حمله، نركض نحو ما نريد بعجلة ونحن لا نعلم هل سندركه أم نفقده، هكذا يرهقنا الطريق و نمل السعي فيه و أعيننا ترمق الهدف و أنفسنا تتوق لإدراكه والخوف من أن ينتهي العمر أو يصبح الهدف سراباً في واحة الوهم.

الأمل يقود الانتظار:
كل تلك الأمور التي تنوين حدوثها وترغبين في تواجدها معك هي من التفاؤل والأمل الذي يسكن فطرتنا نحن البشر، لو مات الأمل تموت معه الرغبة في الحياة، دائماً هناك شيء ننتظر حدوثه، دائماً هناك رغبة نريد تحقيقها، ما أن نُنهي مرحلة حتى نتطلع لمرحلة جديدة وهكذا تأتي وتمر مراحل لعبة الحياة.
نغتر بطول الأمد، نعقد الآمال ونعيش الأحلام رهبةً و رغبةً، رهبةً من أن ينتهي العمر، رغبةً في الخلود حتى لا نُنسى.
وما بين الخوف والأمل نضطرب ونهتز، يسكننا القلق من فوات القادم وضياع الحاضر، نهاية لا نرغبها أن تكون قصتنا قصة لا يقرأها أحد.
في فطرة الأنسان و غريزته رغبة الخلود و رغبة السيطرة، دائماً ما يبحث عن السلطة، العزة، القوة، الرفعة والتحكم بزمام الأمور، حتى عندما يحصل عليها يبقى هاجسه دائماً أن يفقدها.
كل أهدافك و رغباتك هي من ما تأملين حدوثه في المستقبل الذي هو في علم الغيب، وما يدفعك للانتظار هو ظنك بأنك تملكين زمام الأمور.
ستأتي في وقتها المناسب
شئت أم أبيتِ ستأتي في الوقت الذي كتبه الله لها أن تأتي بالطريقة التي يشاء والكيفية التي يراها مناسبة.
إن أقدار الله منظمة ودقيقة لها وقتٌ محدد لن يغيره إلا الله.
اطمئني فأنتِ بين يديه سبحانه وتعالى، لذلك حين يغلبك الانتظار ذكري نفسك بذلك.
لن يمر الوقت سدى فالله يهيئك لنيل حاجاتك بالطريقة الأفضل لكِ حمايةً ورحمة منه سبحانه وتعالى، ستتعلمين في الطريق من الألم ومن الفرح، سيشتد عزمك و تقوى جوارحك لنيل ما أراده الله لك بصورة لم تخطر على بالك.
لن يمر الوقت سدى ولن يذهب صبرك حسرات فقط ثقي بأن الله يصنعك على عينه.
كوني بخير:).
اكتشاف المزيد من خديدة وردية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
