أخبرتني قريبة لي أنها اليوم قد ختمت القرآن الكريم بعد ستة عشر عاماً من محاولة حفظه كاملاً ولا أبالغ إن قلت أنه من أجمل الأخبار التي تستفتح بها يومك، كعهد معظم النساء في سن قريبتي والتي تجاوزت السبعين عاما لا يتقنَّ القراءة والكتابة، إلا أن عزيمتها و إصرارها يُحكى كبطولة فقد حكت لي كيف أنها كانت تقوم في منتصف الليل لمراجعة الآيات و الصعوبة التي عانتها أثناء محاولة إتقان بعض الكلمات القرآنية بالنطق والاستذكار، تلك اللحظات التي تسبق الامتحان وتلك اللحظات التي تعقب الإخفاق، ستة عشر عاماً من المحاولة و الاجتهاد والعودة من جديد لبعض الأجزاء حتى تتم إتقانها، لقد نجحت في أن تحكي قصة عظيمة صنعتها لنفسها.
هذا ما دفعني للكتابة اليوم عن النجاحات العظيمة التي نتمنى بلوغها يوماً، هذا ما يجعلني أفكر الف مرة في سير حياتي و حقيقة رغباتي، ماذا قدمت فعلاً لبلوغ ما أرغب وهل بالفعل أنا راغبة فيه للدرجة التي تجعلني أقدمه على نومي و راحتي أن أقبل العثرات فيه و أحاول جاهدةً لتخطيها؟
كم هو عدد الأحلام والرغبات التي تولد كل ليلة و نتجاهل نداءها؟
ماذا فعلنا حقيقةً للحصول عليها؟
كيف سنروي قصة نجاحنا وهل هي عظيمة لنرويها بفخر؟
قريبتي أعطتني درساً عظيماً لم أخذه من علماء أو كّتاب يجيدون صياغة الجمل، أعطتني درساً من شخص بسيط مثابر لم يلعن حظه الذي جعله أمياً لا يجيد القراءة والكتابة بل أتخذ طريقاً مختلفاً، طريقاً يقوده لله بتوفيق الله ويجعله رابحاً في الدنيا والآخرة بإذن الله.

لكل طريق نهاية مهما طال الزمن:
بعد التتويج يعلو صوت التصفيق، لحظة الفرح تستحق أن تُعاش فخراً، حمداً وشكراً.
من يمشي في طريق مظلم ويصل لنهايته معانقاً النور يعلم يقيناً ويشهد بكامل عقله وحسه أن للطريق نهاية، لكن الذي في بداية الطريق سيظل خائفاً مذعوراً من أن يكون سعيه خائباً وطريقه لا نور فيه ولذلك لا يشهد ولا يؤمن بأن لكل طريق نهاية.
ما أود توضيحه أن صدق رغبتك هو ما يحرك سعيك ويجعلك تؤمن أن لكل طريق نهاية وما تبحث عنه اليوم سيكون بين يديك غداً.
من يملك الصبر والتفاؤل لن تقدر عليه لحظات الإخفاق و لن يلتفت لما يثنيه عن المواصلة ولو كان سؤالاً ملحاً كسؤال وماذا بعد؟
“وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى”
لدي الكثير مما أتمنى و أود الحصول عليه لكنه قيد الحلم والحقيقة أن لا حلم يتحقق دون سعي.
لذلك فلتكن رغبتك حيث تكون ماذا قدمت من سعي لتنالها؟
لا أجد في ما كتبت شرحاً وافياً لمَا أحاطني من أفكارٍ و تساؤلات ولا أجد إجابة واضحة لرغبةٍ تسأل هل سأكون الحكاية العظيمة التي لا تُروى على عجل؟!
كوني بخير:)
اكتشاف المزيد من خديدة وردية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

قصة ملهمة، على غرار كل قصصكِ أختي هُدى. 😇
وتعقيبًا عمّا ختمتِ به تدوينتك:
اُطلبي من تلك “الرغبة” عدم تشتيتك الآن🙄؛ أمامكِ طريق طويل نحو المجد، ويحتاج كل ذرّة من طاقتكِ وشغفك. 🤩
إعجابLiked by 1 person
الله يسعدك أستاذ طارق..
أسعدني تشجيعك شكرا لك.
إعجابLiked by 1 person