سلسلة الحمية العلاجية

حميتي الغذائية (تجربة خاصة) ج2

في تدوينة اليوم سأكمل سرد تجربتي الخاصة في عالم الحميات الغذائية وكيف اكتشفت نمط الغذاء المناسب لي.

يمكنك قراءة الجزء الأول هنا

بعد تعدد مشاكلي الصحية بدأت رحلة العلاج مع الأطباء و كثرت مراجعاتي للمستشفيات آنذاك، خلال تلك الفترة تناولت الكثير من المضادات الحيوية والمكملات الغذائية، لقد كانت أيام قاسية عليّ.

أستمرت هذه الفترة عدة سنوات، خلال هذه الفترة لم أعر الغذاء أي أهمية رغم نصائح الأطباء وكنت في كل انتكاسة صحية أتناول كمية من الأدوية.

في عام 2014 تقريباً كنت أتصفح أحد المنتديات وقرأت تجربة إحداهن عن نظام يعتمد فقط على البروتين الحيواني( الكارنيفور).

جربت هذه الحمية والنتائج كانت مريعة بالنسبة لي فقد زادت حدة مشاكل الهضم لدي و اضطررت لإيقافها.

مرت فترة شهرين خلالها نزل وزني بشكل كبير وصحتي ونشاطي كانوا في أسوا أحوالهم.

عدت لعاداتي الغذائية المعتادة وظللت أمارسها الى أن جاءت حمية الكيتو وانتشرت انتشارا عجيباً، وكثر الحديث عن فوائدها الصحية للجسم.

اتبعت هذه الحمية بالطريقة المثالية ولكني لم أتحمل تأثيرها في الأيام الأولى لذلك أوقفتها.

في عام 2019 قررت تجربة النظام النباتي البحت والسبب في ذلك أني بدأت أشعر بالنفور من اللحوم بكل أنواعها وكذلك البيض خصوصاً بعد إنجاب طفلتي الأخيرة.

بدأت النظام النباتي بتناول كل ما تجود به الأرض من بقوليات وفواكه وخضار.

ابتكرت الكثير من الوصفات اللذيذة و أصبحت اشعر أني أعيش في الجنة، منذ بداية هذه الحمية شعرت و كأني وُلدت من جديد.

شعرت بالنشاط والخفة، و بدأت بتغيير كثير من العادات والممارسات اليومية، لقد فُتحت لي نافذة جديدة تغيرت معها مشاعري وصحتي وحتى نمط تفكيري ومن هنا آمنت و ادركت أن للغذاء تأثير حقيقي وفعلي في حياتنا.

استمررت على هذا النمط عاماً كاملاً خلاله نزل وزني نزولاً صحياً وأصبح مظهري مختلفاً عن ما قبل ولا أنكر فضل العادات الأخرى في حياتي من رياضة و القراءة و كذلك ممارسة الشكر والامتنان بشكل يومي ولكن كان المفتاح الأول هو الغذاء.

في تلك السنة تشافيت فعلياً من مشاكل ضيق التنفس و تكرار الإصابة بالأمراض.

في عام 2021 بدأت في معالجة جرثومة المعدة وارتجاع المريء.

بدأت باللجوء الى الطب البديل(الشعبي)، استخدمت العسل والحلبة و الحبة السوداء، بدأت المشكلة بالتحسن لدرجة أنني ظننت أني تعافيت تماما حتى نهاية عام 2024 حيث تناولت طعام مبهر في أحد المطاعم وعادت لي أعراض التهاب المري وارتجاعه وعدت لاستخدام نفس الأدوية العشبية.

قلت أني أستمريت على النظام النباتي البحت سنة كاملة وبعدها بدأت أكل بشكل طبيعي ولكن دون إفراط حتى بداية هذا العام حيث أصبت بخلل هرمونات متوقع لمن هم في عمر الأربعين فقررت العودة لنظامي الأساسي النظام النباتي البحت.

لقد عرفت من هذه التجربة تأثير اللحوم بكمية كبيرة أو بكمية لا تناسبني على صحتي وكيف تتدهور.

عرفت أني لا أحتمل منتجات الحليب والألبان إن كانت كاملة الدسم وأيضا لابد أن تكون بكمية محسوبة.

عرفت أن جسدي وصحتي تتناغم وتتوافق مع الأكل الخفيف والرطب.

لا أشاركك هذه التجربة رغبة بالحديث عن نفسي أو تشجيعاً للحمية النباتية ، بل أود أن تعرفي أن كل شخص له ما يناسبه من طعام و أن المرض غالباً ما يكون بسبب ما نضعه بأفواهنا.

إذا كنتِ تعانين من مشكلة صحية فقد يكون غذائك غير مناسب لطبيعة جسدك.

لقد سبقنا الكثير من علماء المسلمين في شرح تأثير الطعام على أجسادنا و أخرجوا لنا كماً كبيراً من المؤلفات النافعة.

وذكر لنا القرآن الكريم أهمية أن ناكل من الطيبات التي تطيب لها أجسادنا.

أتمنى أن أكون قد أثرت في داخلك رغبة للبحث والتقصي عما يناسبك أنتِ شخصياً، فقد يكون هو بوابة التشافي الحقيقية التي تحتاجينها في كل حياتك.

في التدوينة القادمة من هذه السلسلة سأذكر كيف يفيدك التحضير المسبق في نجاح واستمرار حميتك الغذائية.

كوني بخير:)


اكتشاف المزيد من خديدة وردية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

نورتي مدونتي_ يسرني تعليقك على ما كتبت.