لقد جاء ذكر القراءة في القرآن بصيغة فعل الأمر في سورة العلق لقوله تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
في هذه الآيات المباركة ذُكرت القراءة وذُكر القلم بأنهما الوسيلة التي إختارها الله لتعليم الأنسان مالم يعلم وهذه من إثباتات قدرة الله في خلقه، فمن يقرأ ويكتب ويتعلم بإستمرار سيكون واعي العقل ومُنَّار البصيرة، بعكس من يُلقن ويكون تابعاً لغيره، القراءة تحرير للعقل من عبودية غير الله فبالقراءة تتسع المفاهيم وتصبح النظرة أكثر شمولية.
الم تسائلي يوماً كيف عرفنا عن حضارات السابقين؟ لقد عرفناها عن طريق أقلامهم أي كتاباتهم أياً كانت وسيلة الكتابة وشكلها إلا أن هناك أرث معرفي تم تركه للأجيال اللاحقة ولعلها فطرة الأنسان الرغبة في الخلود.
إن كتابات السابقين تم قراءتها وتفسيرها عن طريق التعلم وهنا تأكيد الآيات السابقة بتعليم الإنسان مالم يعلم.

القراءة وما أدراكِ مالقراءة:
القراءة هي وسيلة التعلم الأقوى وهي عملية عقلية ذهنية حاضرة التركيز، تجتمع كل الحواس في القراءة وتعمل عن طريق التخيل فبالقراءة تتحرك مشاعرنا ونشعر أننا نتذوق ونلمس ونبصر ماتم شرحه ووصفه من الكاتب، للكلمات طاقة كبيرة تصل للقارئ فيشعر وكأنه يعيش بين السطور يحزن ويفرح ويتأثر ببضع كلمات وصفت حالاً أومكاناً.
إن كثرة القراءة ليست دلالة ثقافة فهناك الغث والثمين على أرفف المكتبات، إن الثقافة تُقاس بحسن الأختيار لما تقرأي ولما بقي فيك من آثر ماتقرأي، إن للقراءة في الكتب المفيدة عظيم الأثر في صقل الشخصية وتفتح الذهن و نور للبصيرة وقوة للحدس.
غيرتني القراءة جملة يقولها كل من أحسن الإستفادة من هذه المهارة بإختياره لخير ماكُتب وأتباعه أحسن القول.
لقد شهدت فتيات محطمات عاطفياً فشلن كثيراً في إدارة عواطفهن من أثر قراءة الروايات الرومانسية والمبالغ فيها بوصف المشاعر وكذلك روايات الضحايا والمكتئبين، أنا هنا لا أنتقد قراءة الروايات فاأنا أحب الروايات وكذلك أكتب القصص، ولكني أنتقد سوء الإختيار فبعض الروايات جحيم كلماتها يعبث في مخيلة القارئ فيلحقه من حرارة النار مايلحقه ولابد للنار من تأثير فيمن تلامسه.
لايتوقف تأثير القراءة على حاسة التخيل فقط وإنما يؤثر في بنك المعلومات لديكِ فهناك الكثير من المعلومات التي لاتبنى على مصدر حقيقي، كالكتب التي تتحدث عن الجن والسحر والشعوذة وكتب المجون والفسق وغيرها.. إن القراءة سلاح ذو حدين وككل شيء في الدنيا له وجهان إيجابي وسلبي.
يأتي السؤال كيف أختار كتاب جيد وكيف لي أن أعرف سوء هذا الكتاب من خيره دون أن اقرأه؟
الأجابة لن تعرفي خيره من سوءه دون قراءته وهنا يأتي دور وعيك بنفسك و دور ذلك الشعور الذي ينتابك عند قراءة الكتاب كالشعور بعدم التصديق والشعور بالنفور أو حتى الحزن المستمر بعد النهاية منه، لا نستطيع منع التآثر فيما نقرأ لحظة القراءة ولكن نستطيع التحكم في التأثير الذي يتركه الكتاب لنا.
لست مع من يقول لا تقرأ في هذا المجال أو ذاك فاأنا أحب الأكتشاف وكما ذكرت في قصتي مع تطوير الذات وكيف أن القراءة لطوائف وملل مختلفة خلق لدي قبول لكل من يختلف عني، إلا أن كل إنسان يختلف عن الآخر في تآثره ولذلك إن كنتِ مبتدأة في القراءة فعليك البداية من الكتب البسيطة والكتب المختصة لبيئتك وفي دينك وفي المجال الذي تحبينه.
حتى تستفيدي من القراءة عليكِ إستخدام القلم للتسجيل والتدوين لكل ماتستفيدي منه وكل ماترغبي التوسع والبحث عنه.
لقد كتبت الكثير من التدوينات التي تخبرك كيف تبحثين عن المعلومة وكيف تطبقين ماتتعلميه يمكنك الاطلاع عليها هنا.
ثلاث طرق فعالة للحصول على المعلومة الصحيحة
كوني بخير:)