في كل مرة تجاهلنا فيها حدث أو شعور مزعج ، مرت الأيام وتكرر، وفي كل مرة يتكرر فيها نظن أن الهروب هو الحل و (التطنيش) مريح، لكن الواقع يقول خلاف ذلك فما نهرب منه يعود إلينا، حتى نواجهه ونفهمه.
فهل دائماً نملك القدرة على المواجهة؟
كيف نواجه؟

المواجهة ليست شجاعة مباغتة، بل ممارسة تحتاج وعياً وتدريباً
ما نهرب منه ونخشاه لا يختفي، قد يخف صوته قليلاً، يبتعد قليلاً ولكنه حتماً سيعود في مواقف أخرى وقد يكون أشد ضراوة.
الهروب لا يحل شيئًا، هو فقط يؤجّل المواجهة، وغالبًا يضاعف ثمنها.
نُقنع أنفسنا أن المواجهة فعل لحظة، قرار فجائي و شجاعة تظهر حين نحتاجها. لكن الحقيقة أبسط وأقسى المواجهة مهارة ومن لا يتدرّب عليها، لا يمتلكها حين تحين لحظتها، هي وعي يتكوّن واستعداد يُبنى، ليست اندفاعًا يخذلك في كثير من الأحيان.
نواجه حين نسمّي الأشياء بأسمائها داخلنا أولًا، لا مواجهة حقيقية دون وضوح داخلي.
أن تقول لنفسك: أنا خائف، أنا أتهرّب، أنا أختار الأسهل، هذا ليس ضعفًا، بل بداية وعي، من لا يعترف بما يفعله، لا يملك تغييره.
نتعلّم المواجهة في التفاصيل الصغيرة، في قرار لم نؤجّله، في كلمة قلناها في وقتها، في مسؤولية لم نُلقها على غيرنا، هي نتيجة تراكم ممارسات يومية.
نتعلم المواجهة حين نقبل أن النتائج غير مضمونة، أن الفشل وارد.
نتعلّم المواجهة حين نفهم أن الألم المؤجَّل لا يختفي، بل يعود أثقل، المواجهة قد تؤلم الآن، لكن الهروب يضمن ألمًا أطول وأعمق.
المواجهة هي أن نختار ألا نهرب، أن نرى ما يحدث كما هو، وأن نتحمّل مسؤولية وجودنا فيه.
لسنا مطالبين بأن ننجح دائمًا ولا بأن نخرج سالمين من كل مواجهة، لكننا مسؤولون عن المحاولة.
الهروب قرار، كما أن المواجهة قرار، وبين القرارين يتشكّل معنى ما نكونه.
يظل السؤال الصحيح بعد كل حدث أو شعور:
ليس ممَّ نهرب؟
بل: إلى متى نظن أن الهروب سيحمينا؟.
كونوا بخير:).
اكتشاف المزيد من خديدة وردية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
