تطوير الذات

أربع نصائح لصاحبة الشخصية الحساسة

الشخصية الحساسة وماأدراك مالشخصية الحساسة؟! صاحبة هذه الشخصية تعرف مقدار الآلم والإنزعاج الذي يحيط بحياتها بسبب شخصيتها فرغم أن هذه الشخصية من أكثر الشخصيات رقة وإحساس بالآخرين وتفهم لظروف من حولها إلا أنها من أكثر الشخصيات التي يرهقها ويتعبها التعامل مع الآخرين فهي دقيقة جداً بإختيار كلماتها عند الحديث مع الناس لتتجنب جرحهم وإزعاجهم، بالمقابل هي حساسة لكل كلمة تقال لها فالكلمات لاتمر من أذنيها وحسب بل إنها تخضع للتحليل والتفسير وإخراج المقاصد من وراء هذه الكلمات، تتميز صاحبة هذه الشخصية بالتآنيب المستمر لذاتها ومحاسبة نفسها ومراجعة أقوالها و أفعالها مما قد يقودها للإكتئاب والسقوط في أحضان الحزن المستمر، قد تصل لمرحلة من العزلة المرضية وقد تدخل في وساوس و أمراض نفسية والسبب في ذلك هو نمط التفكير الذي تتبناه لتحليل وتفسير تصرفات وأقوال الناس من حولها.

ملاحظة: الشخصية الحساسة تكون في النساء والرجال ولكنها أكثر في النساء منها في الرجال بسبب طبيعتهن العاطفية وبما أن هذه المدونة للنساء إستخدمت صيغة المؤنث في الكتابة.

أسباب أدت لظهور الشخصية الحساسة:

لنعرف أولاً أن الإنسان عندما يولد يكون كالصفحة البيضاء لايحمل أي صفات سلوكية شخصية فالسلوك ونمط الشخصية وطريقة التفكير كلها أمور مكتسبة من التربية والبيئة والمجتمع يكتسبها الشخص خلال رحلته في الحياة ولذلك الأمر المكتسب يسهل التخلي عنه في حال إجتهدتِ وعملتِ على تغييره.

من الأسباب التي أدت لظهور هذه الشخصية:

-التربية القاسية: عن طريق التأنيب المستمر والعقاب المستمر ومحاولة تقويم السلوك بإستخدام العنف كالضرب والصراخ، ايضاً المقارنة مع الآخرين و زرع الغيرة والمنافسة الغير شريفة بين الطفل وأقرانه.

-التنمر: والإستهزاء المستمر بالشخص يجعله حساس ومُراقب لتصرفاته حتى لايخطئ فيكون محط السخرية ونكتة الموسم وفاكهة المجلس.

-التعرض لمواقف وصدمات عاطفية: ممايجعل الشخص حساس ومبالغ في ردات فعله خوفاً من الرفض أو الفقد.

-عدم تقبل وجود الشر وملائكية التفكير وصاحب هذه الصفة شخص قليل التجارب وطيب القلب إلا أن هذه الصفات لاتعفيه من الإيمان بوجود نقيض لكل شيء في الحياة فالخير نقيضه الشر والحب نقيضه الكره وتقبل هذه الفكرة يساعده على تجاوز حساسيته والتخفيف منها.

من صفات صاحبة الشخصية الحساسة:

-التدقيق والتركيز في التفاصيل: فتجدين نفسك تركزين في معنى الكلمات ونبرة الصوت والمقصد من وراء كل جملة وتدخلين في سؤ الظن والتفسير السلبي لأمور قد لايقصد صاحبها أي شيء مما خطر في بالك.

-الخوف من النقد والخطاء فتحرصين على مراقبة نفسك والإهتمام بكل شاردة وواردة في حياتك.

-تضييع الوقت على توافه الأمور وبذل جهد في التركيز عليها.

-عدم الإستمتاع والشعور بالأريحية عند التواجد مع الآخرين.

-الميل للعزلة الغير مفيدة.

-العصبية الدائمة والتوتر.

-حالات الإكتئاب وانخفاض الطاقة متكررة وبينها فترات قصيرة.

-التعاطف الشديد والمفرط مع الآخرين لدرجة الإندماج فتصبح مشكلتهم مشكلتك والآمهم الآمك.

-التهذيب الشديد والشكر المبالغ به والفرح الشديد بتقديرهم وحبهم.

النصيحة الأولى لصاحبة الشخصية الحساسة: الوعي والإدراك

لايمكن حل مشكلة دون معرفة السبب الذي أدى لحصولها، معرفتك للسبب الذي جعلك تتقمصين وتعيشين هذه الشخصية سيساعدك على تحسين حياتك والعمل على توازنها.

وعيك بأن تعيشي حياتك بسلام وحب وراحة وأن هذا من اهم حقوقك التي خُلقتِ من أجلها يجعلك تدركين أهمية تحسين طريقة تفكيرك وطريقة تعاملك مع الآخرين.

ابدأي من اليوم بالبحث عن السبب وراء هذه الحساسية المفرطة وتقبلي مشاكلك و أعمدي لحلها واتبعي الخطوات القادمة.

النصيحة الثانية لصاحبة الشخصية الحساسة: كنزك في داخلك

هذه الجملة ليست مثالية بل حقيقة ففي داخلك أمور عظيمة بمجرد أن تكتشفيها وتركزي عليها ستذهلين من سرعة التغيير التي ستطرأ على شخصيتك، هل تعرفين ماهواياتك؟ هل تعرفين مميزاتك؟ هل تعرفين مدى قدراتك؟ هل تعرفين حدود إبداعك؟

غوصي في داخلك واستخرجي كنزك وتمتعي به، كنزك هو من سيتولى رفع مكانتك بين الناس حال إنشغالك به.

لقد كنت في يوم من الأيام مثلك حساسة جداً إلى أن بحثت عن مااحب عمله وقررت أن أخوض الكثير من التجارب واتعلم كل مايمكنني أن اتعلمه، ركزت على التجربة والبحث وممارسة هواياتي وذهلت كيف أن تفكيري تغير دون وعي مني وأن ماكان يؤلمني في الماضي أصبحت أتقبله وبدأت ارى الناس من زاوية مختلفة فمن يقول رأيه فيني هو يعبر عن نفسه ولا يعبر عني وأنا لست بحاجة إقراره بأني شخص جيد ورائع فا أنا أثق بذلك، أضيفي لذلك أني حقيقة لم أعد أجد الوقت للتفكير بتلك الأمور التي كانت تأخذ وقتي وجهدي فمواقفي مع الآخرين لايتعدى التفكير فيها دقاائق معدودة وإن ثبت أني أخطأت فا أقدم إعتذاري وأنطلق لشؤوني الخاصة.

الحياة قصيرة جداً والمطالبين بالبحث عن رضاه هو الله أما الآخرين فلهم منا الإحترام والإحسان ولا أكثر من ذلك إقراي النصيحة الثالثة بتمعن.

النصيحة الثالثة لصاحبة الشخصية الحساسة: لا تتعلقي بمخلوق

معظم مجتمعاتنا وبيئات التربية التي تربينا فيها زرعت فينا أهمية التقدير للآخرين والبحث عن رضاهم وتحسين صورنا في عيونهم ،فعليكِ أن تنجحي حتى يقول الناس.. وعليكِ أن تفعلي حتى يقول الناس ولا تفعلي ذلك حتى لايتكلم عنكِ الناس..

فنظل نراقب تصرفاتنا وأفعالنا ونرهق ذواتنا بحثاً عن رضا الناس والعجيب أن رضا الناس لايمكن الحصول عليه، فلا يمكن أن يُجمع الناس كلهم على حبكِ ولا يمكن أن يجمع الناس كلهم على كرهكِ.

لذلك لا تعلقي قلبك بمخلوق فقلوب البشر تتقلب وأفكارهم تتغير كما تتغير ثيابهم، فمن يوافقك اليوم يخالفكِ في الغد، من هو في صفك اليوم هو ضدك في الغد.

قد لاتدركين ذلك إلا بعد مواقف ودروس ولكن إن كنتِ محظوظة ولم تتعرضي للخذلان بعد فطبقي هذه النصيحة وتوقفي عن التعلق بالأشخاص وتوقفي عن رفع سقف توقعاتك منهم حتى إذا ماحصل مالاترغبين لن يصدمك ذلك ولن يؤثر بك فأنتِ تعرفين وتؤمنين أن البشر يعجزون عن مساعدة أنفسهم أحياناً، صدقيني إيمانك بهذا المبدأ يساعدك في معرفة من يحبك حقاً وسيساهم في إبعاد من لاينفعك وستشاهدين تسخير الله لك وعوضه كيف يكون. ثقي بالله وتوقفي عن التعلق بالبشر.

النصيحة الرابعة لصاحبة الشخصية الحساسة: وحيدة وحرة

كم شخص مر في حياتك و أختفى؟ كم شخص عرفتيه ورحل؟ كم شخص أحببتيه وفقدتيه؟كم شخص تغيرت بينكم العلاقة كان قريباً فا ابتعد أو كان بعيداً فا أقترب؟

الحياة ياصديقتي عبارة عن رحلة تحوي الكثير من المراحل والمحطات، لحظات مبهجة ولحظات حزن لحظات سعادة ولحظات كآبة وهكذا.

وخلال هذه الرحلة سيمر الكثير من الوقت الذي تكوني فيه وحيدة ولن تجدي سوى نفسك معك فكيف هي علاقتك بها؟

كوني لنفسك السند والصديق والمؤنس فالوحدة ليست خطراً إنما هي الأصل في حياتنا فنحن خُلقنا لوحدنا وسنموت لوحدنا وسنحاسب لوحدنا، إحرصي دائماً على تقديم نفسك ولا ترهقيها أو تحمليها مالاطاقة لك به، حتى لا تندمي على ماضيعتي من عمرك و أنت تلاحقي سراب رفيق مؤقت في الرحلة.

استمتعي بوحدتك وأملئي وقت فراغك بما يسعدك وينفعك واكتشفي الحياة من حولك فالحياة واسعة ولن يكفي العمر لكل التجارب.

تذكري أن حساسيتك المفرطة سببها أنك ترغبي في الحصول على القبول من شخصيات مؤقتة في قصتك بينما تغفلين عن الشخص الدائم معك وهي أنتِ.

أخيراً

إن ماكُتب في هذه التدوينة هو من بحث وتجربة ورحلة مع الحساسية في علاقتي بالناس وماكُتب هنا هو لغرض إفادتك ومشاركة تجربة قد تساعدك لتحسين حياتك وعيشها بسعادة وسلام ولتعلمي ياصديقتي أنكِ لستِ وحدك وأن هناك الكثير ممن سبقونا في التجربة وواجبنا أن نعي ونستفيد من تجاربهم حتى لا نضيع الوقت خلف أمور لن تزيدنا إلا الما وخسارة، ونصيحتي لنفسي اولا ولك أن نسأل الله أن لايعلق قلوبنا إلا به وأن يوفقنا لخير القول والعمل، ولاتنسي أن الحياة قصيرة ولابد أن نعيشها كما نريد نحن لا كما يريدها الآخرون.

لا تحرميني تعليقك ورايك ويمكنك التواصل معي من هنا

كوني بخير

اترك تعليقًا

Please log in using one of these methods to post your comment:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s